رسالة اليوم

15/08/2019 - ما يزال اللهُ يفعلُ ذلك

-

-

"جَعَلَ شَعْبَهُ مُثْمِرًا جِدًّا، وَأَعَزَّهُ عَلَى أَعْدَائِهِ." (مزمور 24:105)

 

 

لدى الله هدفٌ في دعوتنا، فلم يقم بالعمل العظيم الذي أتمَّه في الجلجثة صدفةً؛ لكنَّه أرسل ابنه الوحيد ليموت بديلاً عنَّا، مرجعاً إيانا إلى خاصته (الخروج 5:19)، وما لم ننمُ ونزدد باستمرار فهناك خطب فينا. في الحقيقة هذا ما يريده الشيطان لأنَّ نموَّنا يخيفه جداً.

 

إنَّ ما فعله الربُّ من أجل إسرائيل هو تجسيدٌ لما يودُّ فعله لأجلنا: فقد كان الإسرائيليون تحت العبودية إلا أنَّهم كانوا يتكاثرون ويزدادون أكثر من أعدائهم (تكوين 27:47). اليوم، لسنا بعد تحت العبودية لأنَّنا قد خَلُصنا في المسيح من قوى الظلام إلى الأبد. لكن إذا فشلنا، فسوف يمسك بنا العدوُّ من جديد. لذلك، علينا الحذر وفعل ما يرضي العليّ.

 

من الضروريِّ أن نتأكَّد أنَّنا لا نتنافس مع أيَّة ديانات، بل أن نركِّز بأنظارنا على منح الناس فرصة الخلاص. فهذه المسألة في غاية الأهميَّة، لذلك لا يمكننا حتى التفكير في خوض الحروب الدينيَّة. لأنَّه عندما يصبح نمو الكنيسة راكداً، فسوف تذهب ملايين النفوس إلى الجحيم من حيث لا يمكنها الخروج أبداً. وهذا هو سبب أهميَّة وجوب الكنيسة في زيادة أعضائها سريعاً.

 

لم يحظَ شعب إسرائيل بالمعرفة الكتابيَّة التي نملكها اليوم، ولا أنَّهم كانوا ممتلئين من الروح القدس. إلا أنَّ روح الله جال في وسطهم، وبالتالي بدؤوا يزدادوا ويكثرواً. لقد كان الله وراء تلك النعمة، واليوم يفعل كذلك الأمر مع كنيسته. بعد ذلك، إنَّ البنون ميراث من الربِّ، ويريد تكثيرهم لمجده (مزمور 3:127).

 

هذا أنَّنا لن نكثر ولن ننمو ما لم نلاحظ ما يقوله العليُّ عنَّا. فعندما نرتكب خطأ ما سيجعلنا الله نحزن في قلوبنا وسيعلِّمنا كيفيَّة فعل مشيئته. لكن إذا أجَّلنا القيام بما أمرنا به، فلن يتمِّم الدعوة التي دعانا لها. فالذين يحتقرون كلام الله فسوف يتلقُّون الاحتقار الذي يستحقون، إذاً لا تكن غير مبالٍ.

 

بلا ريبٍ، يريدنا القدير أن نكبر ونقوى على أعدائنا. لذلك علينا تعليم الصغار عن أهميَّة القداسة، وأن نقودهم إلى تجهيز نفوسهم لحكم الأمة. لو أنَّ نصف قضاة المحكمة العليا مخلَّصون لما سيصدر قانون زواج المثليين، كون الكتاب المقدَّس يدين مثل تلك الأمور (رومية 26:1-27).

 

إنَّه الوقت لاتِّخاذ شعب الله مكانته في المجتمع. لماذا ندع المسيحيِّين الأشرار والزائفين يتولُّون سلطة المدن والولايات والبلدان؟ يريد الله أن يكون خدَّامه ذوي مناصبٍ في بلادنا. لنحارب من أجل ذلك!

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز