رسالة اليوم

14/08/2019 - لا ينسى الربُّ عهدَه

-

-

"هُوَ الرَّبُّ إِلهُنَا فِي كُلِّ الأَرْضِ أَحْكَامُهُ. ذَكَرَ إِلَى الدَّهْرِ عَهْدَهُ، كَلاَمًا أَوْصَى بِهِ إِلَى أَلْفِ دَوْرٍ." (مزمور 7:105-8)

 

 

يحتاج الجميع إلى معرفة أنَّ الربَّ إلهنا هو الإله الوحيد، وأنَّ الذين يظنّون أنَّه يوجد إله آخر بإمكانه أن يحلَّ مكانه فبالحقيقة قد خدعهم إبليس. فلم يتركنا خالق كلَّ الأشياء (إله الكون) بلا معرفة حول هذه المسألة، لكنَّه زوَّدنا بكملته كي لا ننخدع، فإنّ أحكامه تسود اليوم على كلِّ الأرض وعهده قائمٌ إلى الأبد.

 

لذلك على الذين لا يقبلون العليَّ كإلههم، ظانّين أنَّ هناك إله آخر بإمكانه أن يحلَّ مكان خالق كلَّ الأشياء اتِّباع هذا النهج: إذا وُجِد إله آخر أعظم يستطيع خلق كلَّ الأشياء سيكون بالواقع شريراً بسبب عدم إعلانه عن نفسه للبشر مما سيسبِّب بضلالهم الدائم. لهذا السبب أنَّ الله، المُعلَن عنه في الكتاب المقدَّس، هو الإله الحقيقي ويجب قبوله وخدمته كونه كذلك.

 

إلى جانب ذلك، هناك حقيقة معلنة أخرى: إنَّ أحكام الله حاضرة في كلِّ مكان، بغض النظر عن مكان الشخص، وأنَّها تطال الجميع وتعمل في كلِّ بقاع الأرض. لذلك، كان صلب المسيح في أورشليم من أجل الجميع. فقد دفع يسوع ثمن خطايا البشر، ولهذا السبب ينبغي علينا الكرازة بهذه "الأخبار السارة" لكلِّ الناس كي يتحرَّروا من المضلّل. ذلك أنَّ مخلِّصنا حمل أسقامنا وبجلدته نلنا الشفاء.

 

تنصُّ أعظم رسالة جاءت في الإنجيل على أنَّ الله لا ينسى عهده الذي قطعه مع بني البشر بدم يسوع. من ثمَّ، بمجرد سماع الخاطي لبشارة "الحقِّ" ويصرخ من أجله، سيتم تنفيذ الحكم الإلهي من أجله. فإنَّ الكرازة بالكلمة تتمُّ من قبل ابنٍ من أبناء الله الذي يملك الموافقة المطلقة، فالله هو الشخص الذي وكَّلنا بالتكلُّم عن محبته، أما من خلال كلمات أو مواقف فيحضر العليُّ ليخلِّص أولئك الذين يؤمنون وكي يتمِّم ما خرج من شفتيه.

 

هذا هو سبب أهميَّة استناد خدمتنا دائماً على كلمة الله المعطاة لنا من قبله. فإنَّ كرزنا بالشفاء فيسكون الله مستعداً لشفاء الناس، وإنْ أعلنَّا عن الخلاص فسوف يحصل الأمر ذاته بخصوصه. لذلك، عندما يكون موضوعنا عن الازدهار فالعليَّ مستعدٌ لإنجاح الذين يضعون ثقتهم به. إضافةً لذلك، لقد أعطانا الكلمة لتحقِّق كلمة الله الوعود المعلنة فيها، وهكذا أنَّها صالحة لجميع الأجيال.

 

يسرُّ الله حقاً بأولاده عندما يكونوا شجعاناً! فالثقة بوعوده ونقلها للخطاة هو أفضل ما يمكن فعله. إذاً ينبغي علينا دائماً أن نلاحظ الرسائل التي يريد الله أن نكرز بها، راسخين في الإيمان، واثقين أنَّه لن يخزينا أبداً. وأيضاً، يجب أن يكون كلامنا ثابتاً وحاسماً، وبالتالي سيحقِّق أبونا السماوي وعوده لنا. وعندما يتمُّ ذلك، ستجري المعجزات، آخذين بعين الاعتبار أنَّه لم يخزَ كلُّ من وضع ثقته بالله.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز