رسالة اليوم

12/08/2019 - أعمالُ الآبِ العجيبة

-

-

"وَأَعْطَاهُمْ نِعْمَةً قُدَّامَ كُلِّ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ." (مزمور 46:106)

 

 

أولئك الذين ليسوا في شركةٍ مع كلمة الله يتَّخذون بالحقيقة طرقاً خطيرة. لكن قبل وصولهم إلى يد العدوِّ يبدأ الروح القدس بتبكيتهم كي يرجعوا إلى الله، فإنَّ الذين يسقطون في الخطية سيشعرون سريعاً بأنَّهم متروكون ولن يختبروا السلام في داخلهم وسيمتلئ قلبهم بالحزن. إلا أنَّهم إن اعترفوا بخطاياهم وتركوها فسينالوا الغفران اللازم، وثمَّ سيرجعون إلى الشركة مع الآب من جديد. من جهة أخرى، ما لم يتوبوا، فعاجلاً أم آجلاً، سيتمُّ سبيهم.

 

يعلِّمنا ما حصل مع إسرائيل في الماضي درساً: عندما أدرك أولئك الأشخاص مضايقتهم من قبل أعدائهم اعترفوا بخطاياهم، وبالتالي رجعوا إلى العليِّ وهكذا باركهم الله. لكن بدلاً من تكريس حياتهم للعليِّ فيما بعد راحوا يخطئون من جديد، وبالتالي عانوا من جرَّاء آثامهم. وكذلك الأمر، تصيب هذه الحقيقة الكثيرين ممّن يزدرون بزمن نعمة الله.

 

ليس من الصواب قول: "حسناً، أنا مسرورٌ بهذا السلام القليل، وبفترات الرَّخاء هذه"، لأنَّ الذين يفعلون ذلك يزدرون بالواقع بمكانتهم الروحيَّة الجديدة. ذلك أنَّ عمل الخلاص الذي قام به الله من خلال الربِّ يسوع في الجلجثة يخلِّصنا بالكامل من كلِّ التجارب. فلم يقدر أحد قبل الصليب أن يصبح ابناً لله، لكنَّنا الآن مخلوقون ثانية في المسيح (أفسس 10:2) ونملك الحرية الحقيقية. ولهذا السبب، بإمكاننا قول: "لا" للمجرِّب عندما يقترب إلينا.

 

حينما سمح الله بسبي إسرائيل علم أنَّه عليهم مواجهة هجمات أعدائهم، لكنَّه في ذات الوقت أظهر لهم رحمته أيضاً. وهذا يفسِّر لماذا ما زال الكثير من المسيحيين الذين ضلوا طريقهم قادرين على العيش حياة لائقة تماماً الآن، وفي بعض الأحيان يصل بعضهم إلى نقطة التمتُّع بالازدهار والقليل من السلام. لكنَّ أفضل ما يمكن فعله هو التواجد دائماً في محضر الربِّ دون الحاجة إلى طلب رحمة العدوِّ.

 

لقد ارتكب بني إسرائيل خطأً فادحاً في عدم فهم وقت زيارة الله، فعليك ألا تسمح لذلك أن يحدث لك. ذلك أنَّ الله يستخدم الواعظين الممسوحين في تحذيرنا من خطر الابتعاد عنه. في الحقيقة إنَّ العليَّ يخاطبنا من خلال الوعظ بالكلمة والترانيم الملهمة، إلا أنَّه يفشل الكثيرون في الإصغاء إليه. لكن لمَ يحدث هذا؟ لماذا لا يطلب الكثيرون الغفران ونعمة الله، مما يفشلفهم في عيش حياة منعمة بالسلام؟

 

يتمتَّع الذين تعلموا السير مع الآب بصلاحه، لكنَّ الذين يقاومون صوت الروح القدس ويستمرون بتمسُّكهم الديني من خلال صبِّ جلَّ اهتمامهم بالتجارب، فيومٍ ما، سيقدمون على التوبة إلا أنَّه سيكون قد فات الأوان، فقط مثلما حدث مع عيسو المستبيح الذي ذرف دموع الندم بعدما باع بكوريته مقابل أكلة عدس (تكوين 38:27). لا تضيِّع بركتك من بين يديك!

 

إنَّه الوقت لتتحالف مع الربِّ وتطلب وجهه، بالنظر إلى أنَّك ستجده بهذه الطريقة (إشعياء 6:55). إذاً، آمن بكلِّ قلبك ولا تتسوَّل البركة من هنا وهناك، وسلِّم للربِّ طريقك وستراه يفعل ما يلزم لينعمك بحياةٍ مباركة (مزمور 5:37).

 

أصلِّي ألا تستبدل النعمة الإلهيَّة بفظائع الخطية!

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز