رسالة اليوم

09/08/2019 - ينبغي أنْ يزيد برُّك

-

-

"فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ." (متى 20:5)

 

 

كانت وظيفة الكتبة الرئيسيَّة نسخ الكتب المقدَّسة يدوياً، بالنظر إلى عدم اختراع الطابعة في تلك الأزمنة بعد. وبسبب عملهم، اعتبروا أنفسهم متقدرين في القيام بعمل الله. هذا وكان الفريسيون متطرِّفين دينياً ومتباهين بفكرهم الخاطئ على أنَّهم أفضل من الآخرين.

 

وبالاستناد على الإعلان الذي أتاه الربُّ يسوع، كما في الآية السابقة أنَّه إن لم يزد برُّنا على الكتبة والفريسيين فلن ندخل ملكوت السماوات. ماذا يعني  هذا؟ وما الغرض من قول كلام كهذا؟ أسيكون هذا هو السبب في عدم مباركة الله لحياتنا؟ على كلِّ حال، هناك دروس قيمة كثيرة نتعلَّمها من رسائل معلِّمنا يسوع. فقد قال إنِّنا سنعرف الحقَّ والحقُّ يحرِّرنا (يوحنا 32:8). إذاً، لدينا دليل نعمل به.

 

لم يقل المسيح شيئاً قط ما لم يكن مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً في حياتنا، فإنَّ معرفة "الحقِّ" يجب أن تكون ذا أهميَّة بالنسبة لأولئك الذين يريدون أن يصبحوا منتصرين. حيث إنّ كلَّ الكلام الذي قاله مخلِّصنا، بطريقة مباشرة وغير مباشرة، قد تمَّ تدوينه في الإنجيل وقد وعد أنَّ كلامه سيتمُّ حرفياً، فهذا هو سبب حاجتنا للتغذي منه كي تقوى أرواحنا، وبالتالي يستخدمنا الآب مثل يسوع.

 

يتكلَّم ابن الله عن برِّنا الذي يتجلَّى عندما نمارس مهامنا التي من الله. فمن الجيد ملاحظة كيفيَّة تطبيقه لأنَّ ما يهم هنا حقاً هو طريقة إتمامنا لوصايا الله. يقوم الإنسان المستقيم بالعمل وفقاً لكلمة الله، ولكنَّه غالباً ما يكون متهوراً وهذا هو سبب فشله في النهاية. فقط الذين يزيدون الفريسيين والكتبة براً سيحظون بحياة ناجحة.

 

أريدك الآن أن تدرك التالي: قال يسوع إنَّه يجب أن يزيد برُّك على برِّ الكتبة والفريسيين الذين كان سلوكهم رتيباً جداً ظانّين أنَّ معرفتهم للكتاب المقدَّس كافية لتأهيلهم في الحصول على الوعود الموجودة فيه. لكن ما يهم هنا حقاً هو القيام بالعمل تحت إرشاد الروح القدس؛ بنشاط وإيمان وتصميم قلبيٍّ من أجل إتمام العمل.

 

تمنعنا حقيقة عدم زيادة برِّنا على الكتبة والفريسيين من الدخول إلى ملكوت السماوات. وعندما لا يحدث هذا فلن تستجاب طلباتنا، كونها مساوية لتلك التي لأولئك الناس. في الحقيقة يجب أن يُصلَّى في كلِّ حين من أجل إتمام المكتوب.

 

ما لم نقدِّم ثمر التسبيح للربِّ فلن تكون صلاتنا ذا جدوى، لكن من المهم عندما نصرخ إلى الله أن نفعل الأمر بمسؤولية وإيمان وعزم من القلب، وهكذا سنزيد براً على المتديِّنين.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز