رسالة اليوم

08/08/2019 - هذا هو سببُ خلاصِنا

-

-

"خَلِّصْنَا أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُنَا، وَاجْمَعْنَا مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ، لِنَحْمَدَ اسْمَ قُدْسِكَ، وَنَتَفَاخَرَ بِتَسْبِيحِكَ." (مزمور 47:106)

 

 

إنَّ أفضل صلاة هي تلك التي يدعوها الكتاب المقدَّس بـ "صلاة الإيمان" (يعقوب 15:5) التي تُرفع مستندةً على إيمان راسخٍ بالله من خلال كلمته. فمن اللازم رفعها كي نتحرَّر من الهجمات الشيطانيَّة التي يمكن أن تنتقل من ألمٍ صغير إلى ضيقٍ كبير مثل تلك التي واجهها بنو إسرائيل كما جاء في الكتاب المقدَّس، حيث تمَّ أسرهم في كثير من الأحيان من قِبل أشخاص آخرين وخضعوا لجميع أنواع التجارب؛ لكن عندما صرخوا إلى الربِّ نالوا الحرية.

 

صلَّى كاتب المزمور قائلاً: "خلِّصنا!" في هذه الكلمة بإمكانك إيجاد كلِّ البركات التي تحتاج: الشفاء والنجاح والحل لمسألةٍ زوجيَّة أو ماليَّة، وأيضاً مسائل أخرى. عندما تفتقد لشيءٍ ما عليك أن تصلِّ إلى الله محدداً حاجتك فقط مثل كاتب المزمور بحسب الآية أعلاه. فقد سأل شعبه أن يخرج من ضيق العدوِّ، وبالتالي استجاب العليُّ لطلبته.

 

قبل الصلاة، عليك أن تتذكَّر أنَّ الربَّ وحده من يمكن مناداته "الله"، فكلُّ الآلهة الأخرى والمعبودات ليست سوى مصنوعاتٍ من ترهات البشر ومن نتاج الشيطان أيضاً، فحينما يصلِّي أحدهم لما يسمى بـ "الآلهة"، فكما حصل مع أنبياء البعل الذين كانوا يصرخون ويقطِّعون أنفسهم بالسكاكين والرماح (1 ملوك 28:18) سيحصل كذلك الأمر معه، وبعد ذلك لم تجبهم الآلهة المنهزمة. إلا أنَّ هذا لا يحصل مطلقاً معنا عندما نرجع إلى الربِّ، بالنظر إلى أنَّه الله حقاً، القدير.

 

كان كاتب المزمور محدداً: إلى جانب الخلاص والقدرة، أراد أن يجمعهم القدير من بين الأمم. عليك ويجب أن تكون كاملاً عندما تصلي إلى الآب، فلا ينبغي أن تسأله بركة واحدة بل أن تخبره عن كافة احتياجاتك صارخاً له، وهكذا سيتجيب لك. ولأنَّه الله الحقيقي فلن يمانع استجابة جميع طلباتك.

 

هذا وأعلن كاتب المزمور أنَّ هدف صلاته كان من أجل أن يسبِّح شعبه اسم الله القدُّوس. إذاً يجب أن تفعل الشيء نفسه حال طلبك البركات الإلهيَّة. ضع في اعتبارك دائماً أنَّ على جميع أفراد عائلتك أن يكونوا جزءاً من فريق تسبيح الآب، لأنَّ العليَّ طالبٌ الذين يعبدونه بالروح والحقِّ (يوحنا 23:4). لهذا السبب سيفرح كثيراً برؤية جميع أفراد عائلتك ينضمُّون إلى ذاك الفريق.

 

لا تعني عبادة الله بالروح والحقِّ قضاء اليوم كلِّه بقول كلام متملِّق، بل عيش الفرد حياته فوق كلِّ المصاعب والتجارب، وبالتالي يكون منتصراً دائماً. هذه هي الطريقة التي تسرُّ الله وترضيه، أن يُحمَد على كلِّ أعماله التي صنعها مع الذين تعلَّموا وساروا نحو النجاح.

 

لقد رفع صاحب المزمور تلك الطلبات للعليِّ من أجل هدف واحد ألا وهو أن يسبِّح بني إسرائيل الله. إنَّ التسبيح الحقيقيِّ الذي يرضي الربَّ هو رؤية أبنائه يستقبلون الشفاء والتحرير وكل البركات الأخرى التي كلَّفت يسوع ثمناً باهظاً جداً (إشعياء 4:53-7). لقد نلنا الخلاص كي نمتلئ من مجد الله، لذلك، أعطوا الربَّ إلهنا هذا التسبيح.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز