رسالة اليوم

05/08/2019 - لا يعوزنا شيءٌ من المعرفةِ

-

-

"وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ الْقُدُّوسِ وَتَعْلَمُونَ كُلَّ شَيْءٍ." (1 يوحنا 20:2)

 

 

على المؤمن الناضج والمولود ثانيةً والذي تاب معتمداً من الروح القدس وفي شركةٍ مع الربِّ ألا يضع أيَّ عذر حالما يرتكب خطأ ما كونه لم يفهم إرادة الآب. يخبرنا الكتاب المقدَّس الآن إنَّ الإنسان الذي يملك المسحة الإلهيَّة يعرف كلَّ شيء، هذا وإنَّ تلك المسحة تُعلِمه برغبات العليِّ لحياته من خلال كلمة الله والشهادة المعلنة في داخل الإنسان.

 

إنَّنا نملك نعمة يفتقدها الأشرار: إذا اتَّخذنا قراراً خاطئاً حتى لو بدا ضرورياً فسنشعر حالاً بأنَّنا لم نتصرَّف بقداسةٍ حتى وإن لم تكن لدينا المعرفة بخصوص ما يقوله الكتاب المقدَّس بشأن هذه المسألة، ويعود سبب هذا إلى معمودية الروح القدس التي نلناها، فهذه هي الشهادة المعلنة فينا التي منحنا الله إيَّاها. وهكذا بإمكاننا الرجوع إلى الله طالبين الغفران وأن نتوقَّف عن الوقوع بنفس الإثم.

 

عندما يرتكب الأخطاء أولئك الذين في شركةٍ مع يسوع يدركون سقوطهم سريعاً وهذا بسبب شعورهم بالحزن في قلوبهم وأرواحهم وبالتالي يفقدون السلام، فيخيِّم هذا الشعور على قلوبهم إلى أن يعترفوا بخطيَّتهم للعليِّ وألا يعودوا يخطئوا ثانيةً. وعند اتِّخاذ هذه الخطوات سينتابهم الفرح من جديد وهكذا سيختبروا حضور الله في الحال. من جهة أخرى، في حال عدم التوبة لن يتمتَّعوا فيما بعد بحضور الله والشركة معه.

 

إذا لم تكن المسحة المقدَّسة فينا بسبب وجود خطية ما يصبح ارتكاب الآثام أمراً عادياً. لذلك، بالنسبة لنا كي تُضرَم نار الروح القدس فينا من جديد علينا الرجوع إلى نقطة سقوطنا لأنَّه فقط بالاعتراف الصادق والتصميم الكامل وبالتخلِّي عن كلِّ إثم يمكننا استعادة السلام مع الله. طالما أنَّ المؤمن الساقط لا يملك الشركة مع الربِّ، لن يختبر محبة وحماية الربِّ في وقت التجارب والمصاعب.

 

تعود أهمية تكوين صداقة مع الله إلى حقيقة فهمنا للكتاب المقدَّس وعمل قوة الله التي ستعمل حالما نصمِّم على نوال البركة أو عندما ننتهر هجمات العدوِّ. إذا لم تستقبل أي إعلان حتى الآن من خلال الوعظ بكلمة الله أو قراءة الكتاب المقدَّس أو في الصلاة فلا تخطُ أيَّ خطوة لربَّما تتَّخذ بعض المواقف الخاطئة التي لا تسر الآب مطلقاً.

 

وإذا لم تكن تختبر سوى الهجمات الشريرة أو كانت أيامك مظلمة ومضجرة وصعبة، أو أنَّ طلباتك لا تُستجاب، عليك رفض هذه الحال لأنَّها ليست جزءاً من الخطة الإلهيَّة لك، فإنَّ القدير لا يملك مشاريع أخرى لنا إلا تلك المعلنة في الكتاب المقدَّس. لذلك عليك أن ترجع إليه في الصلاة طالباً منه أن يريك خطأك، حيث إنَّ الذين يتبعون هذه النصيحة لن يمسَكوا في براثن الشيطان.

 

ستجعلك المسحة الإلهيَّة يقظاً في كلِّ شيءٍ، أيْ من تلك العثرات التي تمنع قوة الله من العمل بفعاليَّة في حياتك تجاه نقص فهمك للمكتوب. ثمَّة أمر ثابت ولا يتغيَّر: لن يدع الربُّ كلمته تزول (لوقا 33:21)! علاوة على ذلك، نحن نملك حياةً أفضل ولن تنزَع منَّا أبداً. لذلك، آمن بأنَّك غالبُ في كلِّ شيء!

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز