رسالة اليوم

03/08/2019 - هل أنتَ على شركةٍ مع الله؟)

-

-

"إِنْ قُلْنَا: إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ." (1 يوحنا 6:1)

 

 

إنَّ ما نفعله وما يجول في خواطرنا هو ما يهمُّ الربُّ حقاً. يصل البعض إلى حدِّ الاعتراف بأنَّهم في محضر العليِّ لكن برغم استمرارهم بنشر كلمة الله إلا أنَّهم في الداخل يسيرون مع العدوِّ بدلاً من ذلك.

 

من الجيد أن تنظر إلى نفسك وترى ما الذي يشغل ذهنك، وأيضاً تلك المشاعر التي تسكن في قلبك، لأنَّك إن تركت ذهنك يمتلئ بالأفكار الشريرة فلن تجري أمورك على ما يرام. في الحقيقة إنَّ ما يهمُّ حقاً هو ما يسكن في داخلك.

 

هناك أجناد شريرة تعمل تحديداً في حياة الكثير من خدَّام الله من خلال إقناعهم بأنَّه ما خطأ بمراعاة المرء في ذهنه وقلبه ممارساتٍ معينةٍ يحرِّمها الربُّ، فينتهي الأمر بالذين يؤمنون بتلك الممارسات بخسارة شركتهم مع العليِّ، ويصبحون عاجلاً أم آجلاً مسكناً لهذه الأرواح الشريرة.

 

في الواقع، عندما نكون على شركة مع أبينا السماوي ستكون غالبية أفكارنا وشهواتنا نقيَّة. على سبيل المثال، عندما نترك الأفكار الرديئة تسكن في دواخلنا فسوف يتوجَّب على الله تركنا، بالنظر إلى أنه لا يسكن مع الخطية.

 

أن تتعرَّض للتجارب لا يعني أنَّك سقطت فيها، لكن عندما يستمر الشخص بالانسياق وراءها فإنه لا يسقط فيها فقط بل أيضاً يجعل من نفسه مسكناً لقوى الظلام.

 

ليس كافياً قول إنَّك تنتمي لله، لكن عليك أن تثبت الأمر. فلا يهمُّ ما تقوله؛ بل فقط ما يقوله الربّ عنك. إذا كان هناك أمر خاطئ يسكن في قلبك فذلك يعني أنَّك قد سقطّت في الخطية. في هذه الحال، عليك أن تتوب سريعاً وألا تستسلم لأيِّة ممارسات خاطئة وخطيرة. انتبه! إنَّ القداسة، أي بر ملكوت الله، هي أول ما عليك طلبه (متى 33:6).

 

افحص نفسك الآن وانظر إذا كانت هناك أي نجاسة تزحم ذهنك. ما الذي لطالما شغل اهتمامك؟ عندما تخلد إلى النوم، ما الذي يجول في خاطرك؟ إذا كانت مشاعر خاطئة عليك الحذر، فالروح القدس لا يدين إلى الأبد في الإنسان (تكوين 3:6).

 

ينبغي أن تكون شهادتنا حقيقة، لكنَّنا عندما نسمح للخطأ بالسكن في أذهاننا أو عندما نتَّخذ مواقفٍ تقودنا إلى الخطية، ينتهي بنا الأمر بالسير في الظلام، وبالتالي يحدث الأسوأ: نتكلَّم بالأكاذيب. في الحقيقة، عندما نسمح لإثم ما بالتسلُّل إلى جزءٍ من داخلنا نبدأ بتقديم تصريحات خاطئة ضدَّ كلمة الربِّ التي تنصُّ على أنَّنا أمة مقدَّسة وشعب اقتناء (1 بطرس 9:2)، وبالتالي لا نعود نمارس الحقَّ.

 

يكمن الخطر هنا تحديداً: الفشل في الاستمرار بممارسة الحقِّ. فالعدوُّ يأتي بجميع أنواع السهام الشريرة ويلهبنا نحونا عندما يدرك افتقارنا للمؤهلات لمقاومة غدره. ولاحقاً، على الرغم من معرفتنا بامتيازاتنا الموجودة في الكتاب المقدَّس نصبح بلا قوة وعرضةً للهجمات الشيطانية، وبالتالي يسقط إكليل رأسنا (مراثي إرميا 16:5). يا له من أمر مريب! أليس كذلك؟

 

إيُّها الإخوة، أصلِّي أن تكونوا في كلِّ حين على شركة مع الله وأن تماسوا الحقَّ.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز