رسالة اليوم

02/08/2019 - الأبرارُ والأعمال الشريرة

-

-

"لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ عَلَى الأَبْرَارِ، وَأُذْنَيْهِ إِلَى طَلِبَتِهِمْ، وَلكِنَّ وَجْهَ الرَّبِّ ضِدُّ فَاعِلِي الشَّرِّ»." (1 بطرس 12:3)

 

 

تظهر نقاوة الأبرار في كلِّ حين، فإنَّهم لن يصنعوا أيَّ عمل شرير حتى مع الذين يضطهدونهم، ويعود هذا إلى سبب حبِّهم للبرِّ. بالنسبة لهم، التعرُّض للاضطهاد بسبب حبِّهم للمسيح وعمله هو متعة لن يتخلُّوا عنها أبداً. إذا كنت تعيش في بلد حيث يتعرَّض خدَّام الله لأيِّ نوع من الاضطهاد وكنت خائفاً منه، لا يدلُّ هذا على برِّك.

 

أولئك الذين يخافون مما قد يصيبهم كونهم يخدمون الله، في الحقيقة ليسوا بمجتهدين، فلا يعرف الأبرار معنى الخوف. بالنسبة لهم طاعة المسيح هي كلُّ ما يهمَّهم، ولا يكترثون بشأن الثمن الذي يدفعونه مقابل ذلك، فإنَّ غير المجتهدين في الإيمان يفكِّرون فيما قد يحدث لهم نتيجة إيمانهم بالربِّ. في الحقيقة إنَّ الله يعتني بالذين ينتمون إليه حقاً.

 

إنَّ ردَّ المؤمن الصارم على المسيء إليه هو أمر معيب جداً. في الحقيقة لا يهمُّ ما يقال عنَّا كوننا نعرف مسبقاً هذه الحقيقة فيما سيصيبنا (2 تيموثاوس 12:3). لقد حذَّرنا الربُّ يسوع من أنَّه قد افتُري عليه وتمَّ اضطهاده، فعلينا أن نتفقَّ على أنَّنا، كخدَّامه، سوف نمر بكلِّ ذلك أيضاً (يوحنا 20:15). ومع ذلك، فإنَّ الافتراء والإهانة والازدراء والتشويه والتشهير من أجل محبة المرء للمسيح هو امتياز لجميع أولئك الذين يكافئهم الله.

 

إذاً، على ابن الله ألا يرد الشرَّ بالشرِّ، بل بالحري أن يبارك الذين يستخدمهم العدوُّ لإيذائه. لقد دُعِينا للكرازة في أيِّ وقت وتحت أيِّ ظرف وحتى في الأوقات الصعبة والحرجة والخطيرة. فسيتحوَّل بعض الناس للإيمان عندما يهرب ضعفهم، وستتمُّ في النهاية مكافأة المؤمنين الذين اشتركوا في مساعدتهم بشكل عظيم.

 

فنوال البركة هو هدفنا الرئيسي، وعندما نهزم تلك الإساءات التي تأتي ضدَّنا بسماح من الربِّ سنكافَأ بالتأكيد. ومع ذلك، إن هربنا من تهديد الاضطهادات سنحسب كالأجرة الذين بسبب حقيقة عدم كونهم رعاة يفرُّون عند مجيء الذئب. هناك طرق عدة لتمجيد الربِّ بموتنا، وفي حال لم نسر بنوع الموت الذي اختاره الربُّ لنا علينا تحكيم عقولنا وقبوله بفرح.

 

ينبغي أن يبقى خدَّام الله بعيدين عن الشرِّ، وهكذا لن يوجدوا مذنبين من قبل اتهامات الشرير، والذين تجذبهم ترهات الشرير سينتهي بهم الأمر ممسَكين في براثنه. من جهة أخرى، على أولاد الله أن يصنعوا الصلاح مما يعني أن ينقلوا "كلمة الله الصالحة" للخطاة ومساعدتهم بالإيمان والصلاة.

 

إنَّ السعي للسلام هو أمرٌ مربح لأولئك الذين ينتمون لله، ولتحقيق هذا السعي، عليهم تكريس حياتهم بالصوم والصلاة عند الحاجة. وعندما يجدون الإرشاد الإلهي عليهم أن يتبعوه مباشرة الأمر الذي سيرضي الله كثيراً، ويجب ألا ننسى أنَّ فرح الربِّ قوتنا (نحميا 10:8).

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز