رسالة اليوم

01/08/2019 - هؤلاء الذين يعدُ اللهُ بمعونَتهمْ

-

-

 

"سَعِيدٌ هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَرَأَّفُ وَيُقْرِضُ. يُدَبِّرُ أُمُورَهُ بِالْحَقِّ." (مزمور 5:112)

 

 

لا تسير الأمور على ما يرام مع بعض الناس، ونخصُّ الذِّكر مع الذين يخدمون الله. في الحقيقة يبدو الأمر كما لو أنَّهم لا يحصلون على العون الإلهيِّ في حياتهم اليوميَّة، وبرغم سعيهم للقيام بأشغالهم على نحوٍ تام إلا أنَّ الأمر لا يسر على ما يرام. فلا يدركون أنَّ الإخفاق في طاعة وصايا كلمة الربِّ سيكلِّفهم عدم حصولهم على العون الإلهيِّ. وكما حدث مع يونان، النبيُّ الهارب الذي رفض اتِّباع إرشاد الله، سيحصل مع الأشخاص الذين يسلكون مثله.

 

يعلن الكتاب المقدَّس أنَّ الشخص الذي يشعر بالأسى لمشكلات قريبه ويقرضه مختلفٌ، وأنَّ الأمور تسير معه على ما يرام دائماً. من الجيد أن نتمعَّن بهذه الكلمات كونها سبب نجاح البعض وفشل البعض الآخر، فأفضل ما يمكن فعله هو طاعة الإرشادات السماويَّة بالنظر إلى أنَّ العليَّ لما استخدم هذه الكلمات ما لم تكن مهمَّة للغاية، ولما أشار إليها ما لم يُرِد أن ننال أفضل ما وجد على هذه الأرض.

 

هذا وإنَّه من الجيد امتلاك قلبٍ يترأف لاحتياجات الآخرين، فهناك الكثير من غير المؤمنين يشعرون بالحزن على الأشخاص المحتاجين، ولأنَّ الكتاب المقدَّس موجَّه إلى قلوب الجميع فهو يرشدنا بشتى الوسائل إلى كيفيَّة الترأُف على الذين يسيرون سريعاً نحو الموت الأبدي، أولئك المخدوعين بكلِّ أنواع المعتقدات الدينيَّة التي لا علاقة لها بالله.

 

أصبح هؤلاء الناس خبراءً في التعاليم التي لا تقرِّبهم من الربِّ، ولن يكون للبعض منهم ما يكفي للتكفير عن ذنوبهم وغيره من الممارسات الساذجة. في الواقع إنَّ الضالِّين ليسوا في الخطية عن غير قصدٍ لأنَّهم مخدوعون من أردأ أجناد الشرِّ التي تظهر نفسها كملائكة الله إلا أنَّها تشترك في جعل الناس يستمرون باتِّخاذ المواقف التي لا تتوافق مع كلمة الله.

 

لن يتردَّد أولئك الذين يشعرون بالأسف تجاههم في فعل أفضل ما عندهم عندما يتعلَّق الأمر بمساعدة الإخوة الذين يقومون بعمل الله بطريقة كتابيَّة، وهم أيضاً يكرِّسون حياتهم بالصوم والصلاة إلى أن يروا المخدوعين ساجدين أمام قدميِّ المخلِّص. حيث إنَّ الذين يتصرَّفون على هذا النحو يصبحون أبطالاً في أعين أبينا السماوي، وسيمدُّ لهم يده لمباركة حياتهم في الوقت المناسب.

 

لا يتوقَّف معنى الفعل "يقرض" في الآية الكتابية أعلاه على تقديم المساعدة إما بالمال أو الممتلكات لشخصٍ مدينٍ، بل باستخدام الإيمان لأجله. لذلك، يقرض خادم الله الآخرين ما ناله من الربِّ، وبالمقابل ينال العون الإلهيِّ الذي يجعله يتَّخذ قراراتٍ حكيمة، لذلك لا تضيِّع الفرصة في أن تكون كريماً دائماً مع الذين يحتاجون إلى إيمانك وتقرضهم حسب حاجتهم. وبالتالي ستنال الفائدة؛ بشرط أن تطيع العليَّ.

 

سيرى الطائعون للقدير أنَّهم يتمتعون دائماً بفرصة مشاركة أولئك الذين ينتمون إليهم بحسب برِّ الله، آخذين بعين الاعتبار أَّنَّ الله نفسه سيعينهم في اتِّخاذ أفضل قرار، مما يعني أنَّه بإمكاننا القول إنَّ الربَّ سيكون مناصرهم ووكيلهم عندما يتعلَّق الأمر باتِّخاذ القرارات. والآن، أخبرني! هل يستحق الأمر أم لا يستحق فعل ما يرضي أبينا؟ في الواقع، إنَّه يستحق!

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز