رسالة اليوم

31/07/2019 - أفضلُ امتنانٍ

-

-

"مَاذَا أَرُدُّ لِلرَّبِّ مِنْ أَجْلِ كُلِّ حَسَنَاتِهِ لِي؟ كَأْسَ الْخَلاَصِ أَتَنَاوَلُ، وَبِاسْمِ الرَّبِّ أَدْعُو." (مزمور 12:116-13)

 

 

من المؤلم رؤية الناس يلتقطون بقايا الطعام من النفايات! وأيضاً نشعر بالسوء على سبيل المثال عندما نرى وسائل الإعلام الرئيسية تنشر صوراً لأشخاص كبار وصغار ضعفاء لدرجة أنَّهم لا يستطيعون الوقوف بسبب المجاعة، ونشعر بالخجل من كثرة مدن أكواخٍ تُستخدم كملاجئ مصنوعة من قطع الكرتون البائسة وألواح الحديد الملتوية للفئات المحرومة. لكنَّ البؤس الروحيُّ أصعب جداً من الماديِّ منه.

 

في الحقيقة لا يمكن مقارنة الفقر الكبير بما يمرُّ به أولاد الله اليوم. فهؤلاء الناس لا يشعرون حتى بحضور الربِّ ولا يتمتَّعون بسلطان اسم يسوع في الشفاء وطرد التجارب. ونتيجة لذلك، يعجزون عن فعل أيِّ شيء مميز لهم ولعائلاتهم ولأقربائهم، لكنَّها بالتأكيد ليست الحياة التي تمَّ وعد بها أعضاء جسد المسيح!

 

لقد ميَّز الله البشر بشكل رائع: بدايةً، أرانا في خدمته الأرضية كيفيَّة القيام بعمل الله من خلال قوله إنَّنا سنفعل العجائب نفسها التي قام بها (يوحنا 12:14)، وما تبقَّى ليس سوى معتقدات ميتة وغير مثمرة لا تنفع أحداً. من ثمَّ تحمَّل معاناة الصليب في الجلجثة بديلاً عنَّا حاملاً خطايانا وأوجاعنا، ووقع عليه تأديب سلامنا (إشعياء 4:53-5).

 

لذلك، بخلاف الأشخاص المتديِّنين يُظهر الذين يعرفون الإنجيل التفاؤل دائماً، فإنهم يتمتَّعون بالقوَّة الإلهيَّة ويظهرون في كلِّ مكان أنَّ الإيمان مؤثر حقاً. ولكن كيف بإمكان هؤلاء الأشخاص الرد لله مقابل جميع ما أعطاهم إياه؟ هذا السؤال تحديداً سأله صاحب المزمور والذي تمت الإجابة عليه سريعاً بقوله إنَّه سيتَّخذ هاتين الخطوتين: تناول كأس الخلاص والدعاء باسم الربِّ.

 

بالنظر إلى أنَّ الكتاب المقدَّس قد وهِب لنا بوحيٍ إلهيٍّ، من المهم جداً الإصغاء بحذر لما تمَّ تدوينه، لأنَّنا نجد بين صفحاته إعلانات من الروح القدس نفسه. سيدرك أيضاً أولئك الذين يتناولون كأس الخلاص ويدعون باسم الربِّ أنَّ هذا السؤال هو أعظم ما يمكن للمرء أن يسأله بناءً على امتنانه للقدير على كلِّ ما فعله لحياتنا.

 

إذاً، أولاً، علينا تناول كأس الخلاص وأن ننظر ما بداخله ألا وهو عمل المسيح لنا، وبلا شكٍّ أن نقف بإيمانٍ أمامه نهاراً وليلاً للحصول على معونته في المعركة وكيلا نخسر أيِّ شيء. بما أنَّ يسوع حمل أوجاعنا وخطايانا فما الفائدة من إبقائهم في أجسادنا؟ وإنْ تحمَّل المعاناة من أجل خطايانا، فلماذا نستمر بالسقوط في الخطأ؟ وإذا تحمَّل المعلم التأديب لننال السلام، لماذا لا نتمتَّع به؟

 

ثانياً، نحتاج لدعوة اسم الربِّ، فهذا هو أهم ما يمكننا معرفته لأنَّه الطريقة التي نحقِّق بها ما عُمل من أجلنا، فعندما نتصرَّف هكذا نعطي أبانا السماوي أفضل امتنان يجعلنا نتمتَّع بالحياة الفضلى التي أتى ليمنحنا إياها (يوحنا 10:10).

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز