رسالة اليوم

30/07/2019 - اُدخلْ في الأبواب المفتوحة لكَ

-

-

"اِفْتَحُوا لِي أَبْوَابَ الْبِرِّ. أَدْخُلْ فِيهَا وَأَحْمَدِ الرَّبَّ." (مزمور 19:118)

 

 

يشبه كلُّ إعلانٍ نناله من الربِّ باباً مفتوحاً لنا، فقد قال الربُّ إنَّه هو الباب (يوحنا 9:10). ومن خلال ذلك الباب ألا وهو كلمة الله بحدِّ ذاتها قد فتح لنا العليُّ أبواباً أخرى كثيرة: إعلانات الكتاب المقدَّس، فبإمكاننا الدخول فيها للحصول على امتيازاتنا. إلا أنَّ الذين يرفضون الدخول من ذاك "الباب" سينتهي بهم الأمر محرومين من البركة الإلهيَّة – بالرغم من استنارتهم.

 

لقد طلب كاتب المزمور أن تُفتَح له تلك الأبواب، الأبواب المشار إليها في صيغة الجمع، والتي دعاها بـ "أبواب البرِّ". لذا علينا أن نصلِّي إلى أبينا ليفتح لنا الأبواب التي علينا دخولها كي ننال امتيازاتنا. لذلك، عندما تنفتح ينبغي أن تكون الخطوة القادمة فعل كلَّ ما يلزم للدخول فيها وتجنُّب تضييع الوقت في الصلاة، لأنَّ وقت الصلاة قد انتهى الآن، فيمنحنا العليُّ البركات المعلنة.

 

إنَّ خشية الحصول على ما تمَّ إخبارنا بانتمائه لنا ستعيق طريقنا أمام النجاة من التهديدات الشيطانيَّة. حسناً، ليس من الصواب إغضاب الربِّ، لذلك حينما يرينا الله من خلال كلمته ما منحنا إياه فمن جهته لن يكون هناك المزيد من التساؤلات بهذا الشأن، فيجب ألا نطلبها مرة أخرى بل أن نحصل على انتصارنا. في الحقيقة إنَّ الحصول على البركة هو أنسب أمر نفعله.

 

لقد كان كلُّ شيء واضحاً بالنسبة لكاتب المزمور: أن تُفتَح أبواب البرِّ فيدخل فيها. لهذا على أولاد الله أن يفعلوا الأمر نفسه بالنظر إلى أنَّ العليَّ لن يفتح لنا باباً يعيق وصولنا إلى حظيرته. ينبغي في كلِّ حين أن تضع في الاعتبار أنَّ الله أبونا وسيشعر برضا تام بشرط أن نجلس على المائدة ونتناول طعامنا بامتنانٍ وشجاعةٍ. فإنَّه يعرف قلبك جيداً ولهذا السبب يعرف فيما إذا كنت متشجعاً أم لا لدخول الأبواب التي فتحها لك. والآن ما فائدة الأبواب التي فتحها لك ما لم ترغب في معرفة مكانتك؟ انتبه لنفسك وراقب سلوكك، وإذا وجدت نفسك مزدرياً بما أعطاك إياه فينبغي أن تطلب غفرانه وتصلِح الأمور وتسعَ لعدم ارتكاب الأخطاء من جديد.

 

لقد كتب صاحب المزمور أنَّه سيحمد الربَّ، لذلك ينبغي أن نفعل مثله حالما نحصل على الامتيازات: تقديم الحمد للعليِّ. إلا أنَّ الأمر لا يقتصر على توجيه كلامِ شكرٍ، بل أن نري الناس مكافآتنا نتيجة إيماننا بالربِّ، الأمر الذي سيجعل الكثير من اليائسين يرغبون حقاً بطلب الله.

 

سيجعل التسبيح الحقيقيُّ الناس الآخرين يهتمُّون بطلب الله وفعل إرادته أيضاً، وهكذا، بعيداً عن نوالك البركة التي تحتاجها، سيعونك القدير في تحقيق المزيد من النجاحات، وبناءً على ذلك سيطلب الأشخاص الآخرين الله فيحصلون على الخلاص. إنَّ أعظم ما يتمنَّاه الربُّ هو أن يعرف الحقَّ جميع الناس من حول العالم (1 تيموثاوس 4:2).

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز