رسالة اليوم

29/07/2019 - كيفيَّة الخروج من الضّيق

-

-

"مِنَ الضِّيقِ دَعَوْتُ الرَّبَّ فَأَجَابَنِي مِنَ الرُّحْبِ." (مزمور 5:118)

 

 

عندما تتمُّ محاربة كلٍّ من الجسد والفكر والروح هناك طريقة واحدة للتخلُّص من هذه المشكلة: دعوة الربِّ. على سبيل المثال، أولئك الذين يذهبون في رحلة للتخلُّص من الضيق من المحتمل أن يشعروا بالتحسُّن لفترة وجيزة، لكن سرعان ما يرجع كلُّ ذلك الإحباط. سوف يرى أولئك الذين يمارسون الطقوس الدينيَّة أنَّها لن تريحهم، إلا أنَّ الأشخاص الذين يدعون العليَّ بكلِّ قلوبهم سيقدرون وحدهم على التخلُّص من ذاك الشر.

 

حيث إنَّ الضيق هو اضطهاد ناتج عن الجحيم، وإذا لم يتخلَّص الفرد من هذا العمل الشرير فسوف يسبِّب له الأذى حتماً، فلا يمكن للعقل البشري الصمود أمام أيِّ هجمة شيطانيَّة لمدة طويلة. فيشعر الجسد بدماره، وسريعاً ما يتعرَّض لردةِ فعل مريعة وغير مُسرَّة والتي من الممكن أن تكبِّده الموت. ربَّما تقود الروح اليائسة، التي لا تتوافق مع الربِّ، صاحبها إلى ارتكاب تصرفات عنيفة تجاه نفسها والآخرين.

 

إنَّ قراءة أحد المزامير أو أصحاحات الكتاب المقدَّس وفتح المرء قلبه لله هي أفضل طريقة للتخلُّص من هذا العذاب، لذا، أدرك الشخص الذي وصل إلى هذه الحقيقة أنَّ العيش في الشهوات الشريرة أمر غير مجدٍ وأنَّ الإيمان بإمكانه أن يكون عوناً كبيراً له. لكنَّ الإيمان غير كافٍ، لذلك يحتاج الإنسان أن يفتح قلبه للعليِّ من خلال طلبه رحمة الله ودعوته بكلِّ قوَّته.

 

يوجد سبب لكلِّ أمر شرير يصيبنا، فإنَّ مملكة الظلمة تفهم شخصيتنا بالتفصيل وتعرف ضعفاتنا فترسل قوَّاتها لتجرِّبنا. لذلك إن لم نطلب المعونة الإلهيَّة فسنوجَد وحدنا في المعركة، وبالتالي سيدخل العدوُّ إلى حياتنا ويغلبنا. تحت أي ظرف كان، من الجيد فتح قلوبنا والاعتراف بخطايانا واتِّباع الإرشاد الذي يمنحنا إيَّاه الله من خلال كلمته.

 

يعلن صاحب المزمور أنَّه قام بدعوة الربِّ في ضيقه، الأمر الذي ينبغي حدوثه مع الذين يريدون حقاً التخلُّص من أيِّ مشكلة مماثلة تواجههم، لكن يجب أن تتمَّ دعوة الربِّ بالطريقة التي أعلن فيها عن نفسه في كلمته. فلا يكفي القول: "يا أبي، خلِّصني من هذه المشكلة!" بل يجب أن نكون على دراية بخصوص هذه المسألة، وهكذا بإمكاننا دعوة اسمه واثقين أنَّه سيستجيب.

 

أصبح كاتب المزمور في مكان آمن حينما صرخ للرب – مكانه المخفي، حيث سيريح الله جميع أولئك الذين يتعرَّضون للمصاعب لأنَّهم يتبعون إرشاداته من خلال الكتاب المقدَّس. لكنَّ الأشخاص الذين لا يصلُّون بحسب الدروس التي تعلَّموها لن ينالوا المعونة من الربِّ حتى ولو كانوا يملكون نيَّات سليمة. في الواقع، إنَّ كلمة الله هي من تدفع الآب للعمل لصالحنا.

 

وأيضاً يسمع الربُّ للذين يدعونه؛ متَّكلين على معونته، فإذا فهمت كلمة الله فسيعمل لصالحك بالتأكيد. إذاً، لما لا تدعوه الآن؟ فتتخلَّص من جميع أعمال الجحيم التي تمنعك من فعل ذلك بتصميم. يسرُّ العليُّ بتلبية الذين يدعونه بالروح والحقِّ.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز