رسالة اليوم

27/07/2019 - أسباب السلوك قدَّام وجه الربِّ

-

-

"لأَنَّكَ أَنْقَذْتَ نَفْسِي مِنَ الْمَوْتِ، وَعَيْنِي مِنَ الدَّمْعَةِ، وَرِجْلَيَّ مِنَ الزَّلَقِ. أَسْلُكُ قُدَّامَ الرَّبِّ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ." (مزمور 8:116-9)

 

 

الربُّ الإله هو خالق جميع الأشياء الصالحة لنا، وأهمها خلاص أرواحنا. فعندما يعلن لنا عن نفسه نحصل على أعظم فرصة، أي: امتيازاتنا المستقبلية. وبالتالي نصبح بعيدين عن متناول يد مملكة الظلمة. إذاً على كلِّ المؤمنين فهم والمطالبة بهذه البركة، آخذين بعين الاعتبار أنَّ النعمة الإلهيَّة تعمل أمور أعظم جداً من تغيير الفرد لديانته.

 

يجعلنا الإنجيل على تواصل مع الخالق، فنبتهج حال سماعنا للرسالة السَّارة بخصوص ما فعله يسوع للبشريَّة، وهكذا يبدو أنَّنا نملك أمراً أعظم من تغيير توجُّهاتنا، واضعين في الاعتبار محو خطايانا. لذلك، تصبح أرواحنا – كياننا الحقيقيِّ – خليقة جديدة. وبسبب حقيقة ولادتنا الجديدة لن يقدر الشرير فيما بعد بالسيطرة على حياتنا، بالنظر إلى أنَّ روح الله يبدأ بالسكنى فينا.

 

نحن نحصل بالولادة الثانية على الحرية من الموت، لذلك نصبح أحراراً من أيِّ عمل شيطانيِّ، مَّما يشير إلى أنَّ مكايد الشرير التي أوقعت بالناس في أعمال الإثم والتي استخدِمت لاستعبادنا في الشهوات الرديئة وجميع أنواع الإدمان والخطية في الماضي لن تقدر فيما بعد بالسيطرة علينا، فمهما سعى الشيطان لن يقدر أن يسيطر علينا طالما أنَّنا لا نعطيه مكاناً. فإنَّ الذين ولدوا ثانيةً نالوا النجاة حقاً.

 

حينما يتمُّ الخلاص يدرك المتجدِّد محبة الربِّ نحوه فيتملَّك في قلبه شعور بنوع من الكرامة، وهذا ما يجعله يستقبل القوَّة لترك طرق الإثم الماضية والشهوات فيصير مثالاً صالحاً. وبالتالي لن تسيطر عليه فيما بعد الكراهية والإحباط والضغينة مثلما كانت تفعل في الماضي عندما كانت رغباته الخاصة هي كلُّ ما يشغله، لكنَّه الآن أصبح مهتماً بشأن عائلته وأصدقائه، ويرغب بأن يعلم الجميع أنَّه بإمكانهم أيضاً أن ينالوا الخلاص.

 

هذا وإنَّ الذين يخدمون الربَّ يعلمون أنَّ أرجلهم محرَّرة من خطر السقوط، لذلك يصبحون أناساً حكماء وعاقلين، فيقولون: "لا" عندما تحين لهم فرصة السقوط بالإثم، بالنظر إلى أنَّهم يرغبون كثيراً بإرضاء الشخص الذي منحهم الحياة، وبسبب الفرح الذي ينتابهم يسعى المخلَّصون جاهداً لإتمام مشيئة الله. فإنَّ ما يهمُّهم الآن هو المشاركة بملكوت الحب والسعادة والقداسة الذي اكتشفوه.

 

ألن تكون فكرة جيدة في اتِّخاذك للقرار نفسه الذي اتَّخذه كاتب المزمور؟ فقد قال إنَّه سوف يسير قدَّام وجه الربِّ، الأمر الذي يعني أنَّه سيتمتَّع بإتمام وصايا الله. لقد اعتاد غير الطائعين لله على التَّخفي من وجهه، الأمر الذي من الخطأ فعله. إن كنَّا لا نلاحظ وصايا أبينا السماويِّ فسيرجع كلُّ الإحباط والمشكلات التي تملَّكتنا في الماضي، وسنخسر وقتاً ما كلَّ ما منحنا إياه الله حتى الآن.

 

لا تنتظر إلى حين وصولك للسماء لاختبار صلاح العليِّ، فإنَّ كلَّ ما أعدَّه لنا هو لنتمتَّع به هنا في أرض الأحياء.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز