رسالة اليوم

26/07/2019 - شدِّد قلبَكَ

-

-

"لاَ تُسَاقُوا بِتَعَالِيمَ مُتَنَوِّعَةٍ وَغَرِيبَةٍ، لأَنَّهُ حَسَنٌ أَنْ يُثَبَّتَ الْقَلْبُ بِالنِّعْمَةِ، لاَ بِأَطْعِمَةٍ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهَا الَّذِينَ تَعَاطَوْهَا." (العبرانيين 9:13)

 

 

يتوجَّب علينا عدم الانسياق وراء التعاليم البشريَّة، سواءً كانت مناسبة أو غير مناسبة. يقوم البعض من الناس بصنع تعاليمٍ لم يفرضها الربُّ الإله مسبِّبة الضرر لأولئك الذين يستمعون إليها. لكن إذا قبل أحدهم هذه التعاليم فسيدفع مبتدعوها ثمناً باهظاً بسبب إبعادهم أحد المؤمنين الصغار بيسوع.

 

عادةً ما تأتي هذه التعاليم الملفقة بأساليب متنوعة، ففي الكثير من الأحيان عندما يتعلق الأمر بتحقيق هدف معيَّن تنتج أفكاراً زائفة تؤدي إلى الهراء، إلا أنَّ مبتدعيها الحمقى لن يفكِّروا مرَّتين قبل تلفيقها. وهكذا لن يكونوا شجعاناً كفاية للتراجع عن كلامهم الخاطئ عند رؤيتهم للضرر الذي سبَّبته إعلاناتهم في عقول الناس. مع مرور الوقت، سيستغرق رجالٌ ونساء حمقى في نشر تلك العقائد المشوَّهة وكأنَّها قادمة من وحيٍّ إلهيٍّ.

 

حيث سيُجازى أيضاً الأشخاص الذين يؤمنون بهذه التعاليم الزائفة، بالنَّظر إلى أنَّ العلي يتعامل مع هذه المسألة بشتَّى الوسائل في الكتاب المقدَّس ويتكلَّم مباشرة من خلال روحه القدُّوس إلى قلوب أولئك الذين يستمعون إلى تحذيراته بخصوص خداع هذه التعاليم، فيجب انتهارها حالاً كونها لا تتفق مع كلمة الله. لكنَّ الذين لا يفعلون ذلك يقوم العدوُّ بتلويث ذهنهم، وهكذا يبدؤون بتصديق تلك الأفكار الخاطئة التي لا يؤيّدها الربُّ.

 

ما من شيء يفوق أهميَّة تثبيت القلب بالنعمة الإلهيَّة، فلن يتمكَّن أحد من خداعه. سيستخدم الشرير كلَّ خططه لجعل الأولاد البريئين يؤمنون بأكاذيبه، لكن إذا كانت قلوبهم ثابتة فلن يكترثوا له أبداً، وكي تشدَّد روحك عليك بفعل الصلاح في كلِّ حين.

 

لماذا لا تملأ نفسك بالقوَّة التي تمنحها النعمة الإلهيَّة لجميع الذين يؤمنون بكلام الآب؟ حسناً، لن تضعف أمام أية تجربة عندما يتشدَّد قلبك ولن تمسح أن تتلوَّث أيِّ ناحية من حياتك بالكلام الغبيِّ الذي يأتي من أقوى عدوٍّ للبشر ولن تخضع لشهوات المهلِك. إذاً اسعَ للثبات، وهكذا ستقاوم الشيطان بعزمٍ وإيمانٍ.

 

إنَّ الشهوات الخاطئة غير نافعة لأنَّها لا تسعى سوى لجعل روحك تضطرب ولمنعك من فضح مكايد المخادع، فالشيطان يسعى دائماً لاقتياد الناس إلى طريق الإثم، لكنَّ الأمر متروكٌ لكلِّ واحدٍ منَّا ألا ندع أنفسنا تنساق وراء التعاليم النجسة والغريبة.

 

فإنَّ كلَّ إغراءات الإنسان عديمة النفع لأولئك الذين يستخدمونها. في وقت التجربة، عندما يقرِّر العدوُّ التخلُّص من حياتك أو بجلبك العار، لن تملك القوَّة اللازمة لمقاومة ذاك الهجوم الشيطانيِّ، لكنَّك إن كنت ممتلئاً من كلمة الله فستغلب جميع هجمات الشرير.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز