رسالة اليوم

22/07/2019 - الناسُ الذين سيكملونَ العملَ

-

-

"مِنْ أَجْلِ هذَا تَرَكْتُكَ فِي كِرِيتَ لِكَيْ تُكَمِّلَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ النَّاقِصَةِ، وَتُقِيمَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ شُيُوخًا كَمَا أَوْصَيْتُكَ." (تيطس 5:1)

 

 

كان لبولس هدفاً في ترك تيطس في كريت، فيرينا هذا الأمر أنَّ لله سبب في إرسالك إلى مكان معيَّن، من المحتمل أن يكون مكان عملك في شركة ما أو جعلك عضواً في عائلة معيَّنة أو صديقاً لأناس محدَّدين أو في معرفة كثيرين آخرين. يصعُب رؤية المؤمنين يرفضون فهم هذه الحقيقة، فبدلاً من أن يصبحوا وكلاءً للعليِّ يفعلون ما يطلبه منهم العدوُّ وبالتالي يجلبون العار والخزيَ لعمل الله.

 

يتعامل العليُّ معنا بالضبط مثلما فعل مع إخوتنا في الماضي، فإنَّه يهتمُّ لراحتنا وإذا أصغينا لكلامه المكتوب في الكتاب المقدَّس فسيقودنا لفهم ما يصعب على كثير من الناس ملاحظته حتى. أرجو أن تعلم أنَّ للقدير خطة رائعة لحياتك، لذلك لا تدع الشيطان يخدعك وابتعد عن كلِّ الشهوات آخذاً بعين الاعتبار أنَّ العدوَّ أعدَّها لهلاكك.

 

كان تيطس يرتِّب الأمور الناقصة، الأمور التي يريد الله حلَّها دائماً. فهناك عدَّة أمور صغيرة لا يمكن للمتجدِّد مؤخراً أن يدركها، لكنَّ الربَّ لن يبخل بتعليم أولئك الذين يتوقون إلى الفهم. إذاً عليك حل الأمور العالقة حالما يعلَن لك عن الأمر.

 

بعد ذلك، كان على تيطس الذهاب من مدينة إلى أخرى لإقامة شيوخاً مما يوضِّح قلق بولس بشأن المتجدِّدين حديثاً. فقد علم الرسول أنَّ العديدين تجاوبوا مع الإيمان إلا أنَّه لم يتمَّ تبشيرهم بكلمة الله الأمر الذي سيقودهم للضلال. أرجو أن يسكن هذا القلق في قلبك أيضاً! ينتظر خراف الآب الصغار إلى من يقودهم فإنِّهم بحاجة للرعاية والقيادة إلى المراعي الخضر مياه الراحة (المزمور 2:23).

 

لذلك أعطى بولس تيطس نفس التعليمات التي سبق له وأعطاه إيَّاها. أليس هذا ما يفعله معك روح الله اليوم؟ أو لعلَّ الله لا يأبه بالمولودين في ملكوته؟ ألعلَّنا كثيرو المشغولية أوَ نحمل أعباءً كبيرة تمنعنا من إتمام ما طلبه الله منَّا؟ كانت وصية يسوع الأخيرة لنا هي تعليم المتجدِّدين جميع ما أوصانا به (متى 20:28).

 

إذا لم نفعل ما أوصينا به فبالتأكيد ستتمُّ مطالبتنا بتلك النفوس الضالة. فنحن بحاجة للتفكير ثانيةً بما كنَّا نفعله لئلا نوجد مذنبين (التثنية 27:5). ليس بالضرورة أن تزداد كنيستنا في عدد الأعضاء بل بنشر الإنجيل، فيريدنا العليُّ أن ننمو بالفهم والإيمان والمحبة.

 

كانت تلك المسألة ملحَّة جداً لهذا قرَّر بولس ترك تيطس، وفي الوقت نفسه استمر بإتمام مهمته. يا له من مثال رائع! كيف حال أولئك الذين بشَّرتهم بكلمة الله؟ جديرٌ بالذكر أنَّ بعض المؤمنين لا يبشِّرون الضالِّين حتى. هل بإمكانك وضع عذراً مقنعاً لأولئك الناس يمكن أن يقبله الربُّ في يوم الدينونة؟ من الأفضل أن تسأل الله الفهم والحكمة لإتمام المهمَّة التي سلَّمك إيَّاها.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز