رسالة اليوم

21/07/2019 - إنكارٌ إلزاميٌّ

-

-

 

"لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ، لِجَمِيعِ النَّاسِ،مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ الْفُجُورَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى فِي الْعَالَمِ الْحَاضِرِ." (تيطس 11:2-12)

 

 

لقد جلب يسوع إلى هذا العالم أمراً عظيماً جداً ولن يزول أبداً ألا وهي نعمة الله التي جعلت الإله يعمل لأجلنا فنلنا بها غفران الخطايا ووُلدنا ثانيةً لرجاء حيٍّ (1 بطرس 3:1)، فلا يجب احتقار هذه النعمة بالنظر إلى أنَّنا بدونها سنعلق بالناموس الصارم، الناموس الذي يستحيل إتمامه كاملاً وبالتالي سيتمُّ استبعادنا من البركة.

 

فقد أتت نعمة الله بالخلاص لجميع الناس. إنَّه أمر معقَّد كلياً فبمجرد أن يتغيَّر الإنسان سينال غفران جميع خطاياه. لذلك في اللحظة التي ننال فيها هذه النعمة سنستطيع فهم الوصايا وإتمامها مَّما سيجعلنا مرضيِّين للربِّ لأنَّها قادرة على إعطائنا كلَّ ما يلزم لعيش حياة بارَّة معه.

 

على عكس ما يبشِّر بعض الناس، فلم تأتِ النعمة الإلهيَّة لتخليص فئة معيَّنة دون غيرهم بل أنَّها قد انسكبت على كلِّ البشر. فليس على الناس سوى فتح قلوبهم للقوَّة الإلهيَّة لتجري أعظم معجزة في كلِّ الأزمنة: الخلاص بحدِّ ذاته، فمتى نلنا هذا الخلاص نحصل على الشفاء من كلِّ مرض وبالتالي بإمكاننا حل جميع مشكلاتنا.

 

إنَّ نعمة الربِّ هي عملُ الروح القدس في حياتنا فإنَّها معلِّمنا العظيم كونها تمنحنا التمييز بين الصواب والخطأ. على سبيل المثال، إن كنَّا على وشك اتِّخاذ الاتِّجاه نحو طريقٍ خطرٍ وشريرٍ تشعرنا نعمة الله بحزن شديد وهكذا سنفهم حالاً أنَّ هذا الطريق سيقودنا نحو الموت. حيث أنَّ التعليم السماويَّ يبقينا بعيدين عن الإثم، الأمر الذي سيجعلنا مرضيِّين لدى الله والآب.

 

إنَّ إنكار الفجور - أي عدم احترام المقدَّسات هي واحدةٌ من الأمور التي تمنحنا إيَّاها النعمة مما سيجعل الشخص المتجدِّد مؤخراً يدرك أهمية عدم العبث بما يخصُّ الله وأنَّه إن لم يرفض جميع أنواع الفجور فسيفشل في الشعور بالتعامل الإلهيِّ، وبالتالي سيصبُّ اهتمامه على شؤون الجسد التي ستحوِّله إلى فريسة سهلة لتلبية رغبات العدوِّ.

 

وأيضاً، تعمل النعمة الإلهيَّة بشكلٍ رائعٍ في حياة أولئك الذين انتموا إلى عائلة الله وهكذا سيصبحوا أولاده، لكن عليهم اتِّباع توجيه وإرشاد العليِّ. لكنَّ الذين ما يزالوا غير قادرين على التحكم بشهوات الجسد لم يختبروا في الواقع نعمة الربِّ فيواصل الكثيرون حياتهم كما لو أنَّها غير موجودة.

 

فمشيئة الله أن نعيش العالم الحاضر بالتعقُّل والبرِّ والتقوى، ولهذا السبب أعطانا الله روحه القدُّوس، لذا بإمكان نعمته العمل بكثرة في جسد المسيح من خلال قيادة أعضائه نحو إنكار الشهوات العالمية.

 

أصلي أن تعيش بنعمة كاملة!

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز