رسالة اليوم

20/07/2019 - مصاعب خادم الله

-

-

 

"وَأَقَامَ دَاوُدُ فِي الْبَرِّيَّةِ فِي الْحُصُونِ وَمَكَثَ فِي الْجَبَلِ فِي بَرِّيَّةِ زِيفٍ. وَكَانَ شَاوُلُ يَطْلُبُهُ كُلَّ الأَيَّامِ، وَلكِنْ لَمْ يَدْفَعْهُ اللهُ لِيَدِهِ." (1 صموئيل 14:23)

 

 

لم يفعل داود ما يستحق سخط شاول لكنَّ دعوة الله له هي التي جعلته مضطَهداً من قِبل الملك وبكراهيةٍ قاتلة. أيُّها الأخ، عليك ألا تفزع في حال تعرُّضك لاضطهادٍ مماثل إن كان في العمل أو في البيت أو في الكنيسة حتَّى، وبعد ذلك جميع الذين يعيشون التقوى في المسيح يُضطَهدون.

 

لذلك على المختارين الانتباه إلى حقيقة أنَّ المهمَّة التي تسلَّموها مكلفة جداً. صحيحٌ أنَّ الربَّ وعدنا بإنقاذنا من مكائد شريرة عديدة؛ مع أنَّنا لن ننتبه إلى العديد منها، إلا أنَّه سيتوجَّب علينا مواجهة بعض العوائق، لذلك إن كنت تجتاز بأوقات عصيبة الآن لا تيأس ولا تُحبَط ولا تبكِ. لقد وجَّه الله داود أن يخرج من قعيلة، المدينة التي كان خصمه متَّجهاً نحوها، ففرَّ داود مع عدم تحديد الوجهة.

 

في الحقيقة كان العليُّ يقود خادم الربِّ ذاك إلى بريَّة زيف حيث المكان الآمن، فسيفعل نفس الشيء معك! لأنَّه سيوجد دائماً من يحذِّرك ويخبرك إلى أين تذهب. بعد كلِّ شيء، لم يفقد الله قواه ولا سيَّما تلك التي تأخذنا إلى مكانٍ هادئٍ وآمنٍ ومن المحتمل أن تكون البريَّة أحياناً. لقد تعرَّضتُ في كثير من الأحيان للاضطهاد من قبل الأشخاص الذين كان يجب عليهم مساعدتي، ومن قبل الشخص الذي كان من المفترض أن يبقى صديقاً لي، لكنَّ الآب السماويِّ اعتنى بحياتي ولم يدع أن تسقط شعرة واحدة من رأسي بلا أمرٍ منه.

 

فعلى الذين عيَّن لهم العليُّ مهمَّة الاستعداد لدفع الثمن، لكنَّ الربَّ لن يدعهم يسقطون بل سيحقِّق لهم وعوده. إذاً واصل التقدُّم حتى لو لم تعرف الاتِّجاه، فعندما ستنتهي كلُّ المصاعب سيرى الناس أنَّ الله كان يقودك حقاً. ومهما بدا العدوُّ قوياً ومصمِّماً على إيذائك عليك أن تعلم أنَّه عديم القوة ومغلوب لأنَّ أباك السماويِّ هو من يحميك.

 

وأيضاً سيكون إلهُنا سورَ نارٍ من حولنا (زكريا 5:2) ومهما سعى الشرير لإبادتنا من على وجه الأرض فلن ينجح. لقد أعدَّ شاول ثلاثة آلاف رجل للبحث عن داود إلا أنَّه لم يقدر أن يمسَّ الممسوح من الربِّ. يوفِّر لنا الله الحماية نفسها، آخذين بعين الاعتبار أنَّه ملجأ وحصنٌ لنا وسيظل هكذا دائماً، ومعيننا في أزمنة الضيق (المزمور 2:91).

 

إنَّ ما ذكِر في الكتاب المقدَّس مهمٌ للغاية: لم يسلِّم العليُّ داود ليد شاول؛ لكن قد سعى هذا الأخير إلا أنَّ القدير نجَّا خادمه من يد العدوِّ. وهكذا سيجري مع أولاد الله الحقيقيِّين، لأنَّ الربَّ أبٌ لأولاده فقط وليس لغيرهم، مما يعني إن تمسَّكنا بانتمائنا إليه فإنَّه سيتمسَّك بأبوَّتِه نحونا.

 

يستحق الأمر أن نكون أمناءً في إتمام مهمَّتنا لأنَّه إن كان الله معنا فلن يقدر الشيطان على الوقوع بنا. وبغض النظر عن الحيل التي يصنعها الآخرون ضدَّنا فإنَّ العليَّ سيحتضننا ويحفظنا آمنين.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز