رسالة اليوم

19/07/2019 - الربُّ إلهك معكَ

-

-

 

"إِذَا خَرَجْتَ لِلْحَرْبِ عَلَى عَدُوِّكَ وَرَأَيْتَ خَيْلاً وَمَرَاكِبَ، قَوْمًا أَكْثَرَ مِنْكَ، فَلاَ تَخَفْ مِنْهُمْ، لأَنَّ مَعَكَ الرَّبَّ إِلهَكَ الَّذِي أَصْعَدَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ." (تثنية 1:20)

 

 

استمرَّ الخالق بقول الوعد المذكور في الآية السابقة، الوعد الذي يملك القوَّة المناسبة لرفع الساقطين والضالِّين مما سيجعل من الجميع منتصرين. فالذين يحصلون على دعم الربِّ سيجدونه في كلِّ حين يحارب من أجلهم وهكذا لن يضَّطروا للتخلِّي عن الحياة أو قبول ما يبدو صحيحاً لكنَّه ليس كذلك.

 

قد تبدو خبرة العدوِّ أكبر من التي لك وأنَّ أجناده أكثر من أجنادنا وأيضاً على الرَّغم من كونهم متدرِّبين أكثر للتغلُّب عليك إلا أنَّ الله يدعوك ألا تخافهم. وبالطبع سيكون الوثوق بالعليِّ دائماً الحلُّ الأمثل عوضاً عن الإصغاء للتهديدات ضدَّ حياتك المنطوقة من قبل المغلوب؛ أي إبليس، وبعد ذلك لقد خسر الشيطان المعركة لذلك لا يملك الآن السلطان في مضايقتك. في الواقع ينصُّ الإنجيل على أنَّ يسوع صعد إلى العلاء وسبى سبياً (أفسس 8:4).

 

فإنَّ الخوف هو الباب الذي يدعوك الشيطان لإبقائه مفتوحاً مما سيجعله قادراً على الدخول إلى حياتك حاملاً عمل الدمار الذي بدأ في هذه الحال. فالمجال الروحيُّ يشبه البدنيُّ منه: إذا كان جهازنا المناعيِّ قوياً فلن تقوى علينا الأمراض التي تدخل إلى أجسامنا مثل الانفلونزا أو ما شابه، وهكذا عندما نكون ثابتين في الإيمان لن يستطيع الشيطان النجاح في التغلُّب علينا أو في جعلنا نعاني.

 

على الذين واجهوا هجمات قوى الظلام والتي بدورها تسبَّبت لهم بأيَّ نوع من المعاناة في أجسادهم أو أرواحهم أو عائلاتهم أو مواردهم الماليَّة أو أيِّ مناحي أخرى في الحياة أن يرجعوا إلى الله في الصلاة، طالبين منه الغفران على خوفهم وابتعادهم عنه. فإنَّهم يحتاجون لاحقاً للرجوع إلى كلمة الله آخذين بعين الاعتبار أنَّ الربَّ سيكشف لهم عن الإثم الذي ارتكبوه، وبالتأكيد لعنةٌ بلا سببٍ لا تأتي (الأمثال 2:26). فهذا يعني أنَّ الشيطان سيعمل ضدَّك دائماً لكنَّك ستخزيه إن ثبُتَّ في وصايا الله.

 

من المحتمل أن يشكِّل عمل الشيطان تهديداً كبيراً، حتى أنَّ أكثر الناس إيجابيةً سيصلون إلى حدِّ ملء أذهانهم بأفكار مخيفة لكن ليس هناك ما يدعونا لفعل هذا لأنَّ الله ترسنا. وأيضاً لدينا الوصيَّة التي تدعوها على عدم الخوف من الأعداء، فهذا هو السرُّ الذي عرفه أبطال الإيمان. لذلك إن كنت ترغب حقاً أن تصبح منتصراً عليك طاعة كلمة الله.

 

لقد قِيل في الكتاب المقدَّس إنَّ شعب إسرائيل أصبح عبداً لأعظم أمة في العالم. بالنسبة لهم، بشرياً؛ يستحيل أن يتمَّ تخليصهم من تلك المملكة الشريرة مما أفقدهم بشأنه الأمل، لكنَّ الربَّ سمع صراخهم وبيدٍ شديدة أخرجهم إلى الحرية (خروج 9:13) ولم يضايقهم فيما بعد المصريّون، إلا أنَّ شعب إسرائيل تعرَّض للمضايقة مرةً أخرى من شعب أسوأ جداً هذه المرة بسبب عصيانه للربِّ.

 

لقد فعل الله لأجلنا شيئاً أعظم: لقد أخرجنا من مملكة الجحيم بكسره حصون الشيطان مع جميع أجناده. لذلك، أصلِّي ألا تخشى العدوَّ فيما بعد وألا تنسى أنَّ أبانا السماويِّ هو الشخص الذي حرَّرك.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز