رسالة اليوم

14/08/2016 - شريعة الغفران

-

-

أَعْطِهِ وَلاَ يَسُوءْ قَلْبُكَ عِنْدَمَا تُعْطِيهِ، لأَنَّهُ بِسَبَبِ هذَا الأَمْرِ يُبَارِكُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ أَعْمَالِكَ وَجَمِيعِ مَا تَمْتَدُّ إِلَيْهِ يَدُكَ. (التثنية 10:15)

لم يشأ الرّب أن يتواجد البؤس في وسط شعبه. لذلك وضَع شريعة الغفران، حيثُ يتمّ الإبراء في آخِر كلّ سبع سنين. فيبرأ جميع الإسرائيليين من الدّيون، وإنْ خالف الغنيّ الشّريعة، وصرخ المديون للرّب سيأتي ويُحاسِب كلّ من خالَف شريعته.

أيكون الرّب سعيدَاً إنْ رأى الكثير من الفقراء في بيته؟ بالطبع لا، لأنّه لا حاجة لانتظار سبع سنين كي تُطبّق شريعة الغفران اليوم، فيجِب على أولاد الرّب تطبيقها في كلّ وقت، ليتحرّر الشعب المقدّس من هذه اللّعنة. لأنه في ذلك الزمان كانَت جسديّة أمّا في الحاضر روحيّة، فالفقراء كانوا يعتمِدون على حسَنات اليهود الأغنياء. أمّا اليوم على الإيمان بخدمَة الإنجيل.

أعلن الرّب يسوع أنّه من إحدى أعمال خدمته كانَ إطلاق المأسورين (لوقا 18:4-19). اليوم لا يُمكن تحويل الإنجيل إلى مذهبٍ فلسفِي. علينا أنْ نُدرك أنّ البشارة السّارة هي القدرة الإلهيّة. لكن أينَ هذه القدرة إنْ قالَ الناس أنّهم في المسيح، لكن يعيشون كما لو أنّهم في الشيطان؟ من ناحية أُخرى نسمع الكثير عن أشخاص يعيشون في الخطيّة، ومقيّدين بالآلام، وزواجهم يتدهور، وغارقين بالزنى، والكذب، والبؤس وآثام أخرى. فأين القوّة التي تكلّم عنها الرّب يسوع لتلاميذه؟ أم الذين قالوا أنّهم مسيحيون قد كذبوا؟

لقد تمّ دفع الثمن لفدائنا، فإن تمّ هذا! لماذا ما زال الأشخاص متألمين؟ أنخدم الرّب حقّاً أو أنّنا نخدع أنفسنا؟ أظنّ أننا أبدلنا الكلمة التي أتت لتمنحنا حياة أفضل (يوحنّا 10:10) بمجرّد ديانات. عمليّاً، بالنسبة لكثيرين يقترب الإنجيل من الديانات المزيّفة، التي تقوم بتحصيل أموال كثيرة ولا تُعطي شيئاً، فلا تنخدِعوا لأنّ الإنجيل ليس بديانة، إنّما هو قدرة الرّب! فينبغي أنْ تعود لمحبّة الله المُعلنة من خلال المسيح، وتتوقف عن تضييع الوقت وتبدأ بصنع ما علمك إياه الرّب.

 أصلّي أن تكفّ كنيسة المسيح عن كونها نادياً اجتماعيّاً، وتنسى الوسائل والممارسات التي اخترعها الحكماء كي تمتلئ بالناس، لأنّ هذه الطريقة ليست مشيئة الرّب، فهو لم يأمرنا أنْ نملأ الكنيسة بالأشخاص المتديّنين، إنّما نكرز تماماً كما كانَ يفعل المسيح. ففي الماضي، كانَ يسوع هو سبب مجيء الذين يجب أن يخلصوا، و حتّى اليوم، يريد أن يكون هو السّبب أيضاً.

آمنوا: فالرّب يعلم كيفَ يبني كنيسته، انتهزوا الوقت، لأنّنا نعيش في زمنٍ فريدٍ من نوعه، نستطيع من خلال شهاداتنا واختباراتنا أن نقود الآخرين إلى الكلمة، كي يتحرّروا من ضيقاتهم . يا له من امتياز عظيم!


محبّتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز