رسالة اليوم

16/07/2019 - استقلالٌ ضروريٌّ

-

-

"لاَ تَضَعْ يَدًا عَلَى أَحَدٍ بِالْعَجَلَةِ، وَلاَ تَشْتَرِكْ فِي خَطَايَا الآخَرِينَ. اِحْفَظْ نَفْسَكَ طَاهِرًا." (تيموثاوس الأولى 22:5)

 

 

إنَّ الزمالة ضروريَّة إلا أنَّه علينا إبقاءها ضمن حدود معقولة لئلَّا نسقط في فخاخ التجارب. على سبيل المثال، أولئك الذين يشاركون في خطايا الآخرين سيُحسبوا كما لو أنَّهم من قاموا بارتكابها. لهذا السبب يجب أن تكون يقظاً في كلِّ حين كيلا تسقط أنت أيضاً في حال مساعدتك للآخرين في التغلُّب على الخطيَّة. وبعد ذلك قد تتحمَّل مسؤولية خطيَّة لم ترتكبها أساساً.

 

تخبرنا كلمة الله إنَّ حساب كلِّ واحد سيكون شخصيٌّ (رومية 12:14) إلا أنَّه إن لم نحذر سنُوجَد شركاء ومتواطئين مع أفعال أحدهم الأثيمة. وبالرَّغم من عدم قيامنا بأيِّ فعل مشين لكن بمجرد إخفائنا لإثم أحدهم أو دعم أولئك المشاركين في الفعل سنصبح مذنبين. في الحقيقة لقد تمَّ إلقاء القبض على الكثيرين فقط بسبب السماح لشخص شرير بإقناعهم للقيام بهذا الأمر.

 

فعندما يتعلَّق الأمر بممارسة وضع الأيدي من أجل الخدمة سيكشف لنا الربُّ الإله بنفسه إذا كان هذا الوقت مناسباً، حيث إنَّ هذه الطريقة لا يجب استخدامها بدافع المحسوبيَّة أو التعاطف. في الواقع لن تؤهِّلك خبرتك بالرغم من تقدمك في السن لاستقبال مسحة الخدمة مطلقاً، فلا يجوز العبث بما يجب أن يؤخَذ على محمل الجد. لذا من الأفضل انتظار الإرشاد الإلهيِّ حيث عليك عدم التصرُّف بشيء قبل ذلك.

 

تنتهي الآية أعلاه بقول إنَّه علينا حفظ أنفسنا طاهرين وأن نتجنَّب اتِّخاذ المواقف كالحمقى الأمر الذي سينجِّس حياتنا الروحيَّة. من أجل هذا، إذا كنَّا على وشك تكريس أحدهم لخدمة كلمة الله علينا أن نقوم بذلك فقط تحت إرشاد واضح ومباشر من الآب وليس بسبب حثِّنا من قبل الآخرين أو بإصرار غير حكيم من قبل الكنيسة التي نرتاد، وبخلاف ذلك، سيقودنا الأمر نحو التصرُّف ضد كلمة الله. لا تفعل شيئاً لم يطلبه الربُّ منك.

 

نظراً لأنَّ خطايا الآخرين قد تدمِّر حياة طويلة في خدمة العليِّ فإنَّ أولئك الذين لا يتبعون الإنجيل بحزم سيحاسبون على آثام ارتكبها الآخرون. هذا هو الحساب الكبير الذي سيتحمَّله الأشخاص الذين اشتركوا في وضع الأيدي بالعجلة على شخص غير مؤهلٍ. في الحقيقة، تحت أيِّ ظرف، يُخطئ الذين يستعجلون (الأمثال 5:21) لهذا عليك انتظار اللحظة التي يقول لك الربُّ فيها: "انطلق!"

 

ما من شيء أفضل من حفظ المرء نفسه طاهراً. إذا كنت وفقاً لتقديرات الناس قد كرَّست عدداً أقل من الناس من أيِّ قائد آخر، فلا يجب أن تدر ظهرك إلى كلمة الله عن طريق التسرع في تكريس المزيد من الأشخاص، وبعد ذلك فإنَّ أفضل "قائمة مهام" هي التي وضعها العليُّ بنفسه، فعندما يريدنا أن نضع أيدينا على أحدهم سيخبرنا بذلك، وستكون خطوتنا التالية استقبال المكافآت كوننا كنَّا طائعين له.

 

لذلك عليك اتِّباع الإرشاد الإلهيِّ؛ هذا وإنَّه لن يخزى أولئك الذين يخدمون الله بأمانة، لكن يتصرَّف بجهل الذين يسعون لمصالحهم الشخصية أي أنَّهم يهدفون لفرض آرائهم، وللأسف لن ينالوا مجازاتهم.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز