رسالة اليوم

14/07/2019 - زِنْ كلامك!

-

-

"وَكَلِمَتُهُمْ تَرْعَى كَآكِلَةٍ. الَّذِينَ مِنْهُمْ هِيمِينَايُسُ وَفِيلِيتُسُ، اللَّذَانِ زَاغَا عَنِ الْحَقِّ، قَائِلَيْنِ: «إِنَّ الْقِيَامَةَ قَدْ صَارَتْ» فَيَقْلِبَانِ إِيمَانَ قَوْمٍ." (تيموثاوس الثانية 17:2-18)

 

 

لقد استخدم الربُّ بولس لتنبيهنا من الكلام المخادع الذي يأتي من الشرير والذي يقود سامعيه نحو أكاذيب الجحيم. فكلُّ قصة دينية بالرغم أنها تبدو منطقية وحقيقة يجب أن تُرفض تماماً إذا كانت لا تتوافق مع الكتاب المقدَّس، لأنَّها بالحقيقة ناجمة عن الشيطان (غلاطية 8:1-9).

 

لهذا يجب الانتباه لما نقوله. فلا يعني أنَّك قد ارتكبت خطية بمجرد أن راودتك أفكار سيئة بالنظر إلى أنَّها مرحلة التجربة (كورنثوس الأولى 13:10)، لكنَّك إن استسلمت لهذه التجربة فستكون مسؤولاً عن أفعالك. لذلك عندما تسمح لها أن تجعلك تصدِّق الأكاذيب فأنت تسيء إلى الناس الآخرين وإلى نفسك أيضاً، وهكذا ستصبح مذنباً في اللحظة التي سترتكب فيها الإثم وتنقله للآخرين.

 

حالما تتخيَّل الأفكار الخاطئة وثمَّ تنطق الكلمات المخالفة للحقِّ سيصبح قلبك شريراً، الأمر الذي سيجعلك تتحدَّث بالاتفاق مع رغبة الشيطان إلى حدِّ تعفنك تماماً مثل الغرغرينا. ومع ذلك، منح الله الإنسان السلطان لانتهار كلِّ ما لا يأتي من كلمته، وبالرغم من التعرُّض لجميع أنواع التجارب؛ حتى عندما نكون في الإيمان، يجب أن نكون طائعين لإرادة الله.

 

قام الرسول بولس بذكر هيمينايس وفيليتس اللذان عاصراه وبالرغم من كونهما مؤمنَين إلا أنهما ضلَّا بروح الإثم، وبالتالي ابتعدا عن الحقِّ مسبِّبان أذى عظيم لنفسيهما وللآخرين الذين صدَّقوا أكاذيبهما التي نصَّت على أنَّ القيامة قد صارت.

 

لقد انتشرت العديد من الأكاذيب الشريرة على مرِّ العصور. فإنني تقابلت مع بعض الناس الذين اعتادوا على الكرازة بأنَّ أيام المعجزات قد انتهت مَّما جعل العديد من الناس يتركون كلمة الله وأعاجيبه. وبالإضافة إلى استمرار معاناتهم، فشلوا في قيادة الآخرين إلى ملكوت الله بسبب كون اختبارهم منافياً للمنطق. والآن من الذي وضع تلك الكذبة في قلوبهم؟ وما المنفعة التي حققوها من ذلك الدمار؟ للأسف لقد تبع الكثيرون هيمينياس وفيليتس.

 

حيث إنَّ أسوأ ما يفعله المرء هو إفساد إيمان أحدهم، لكنَّنا نعلم أنَّ الكثيرين تمَّ استخدامهم لذلك الغرض ألا وهو نشر تعاليم خاطئة. ماذا يمكننا القول بشأن أولئك الذين يستخدمون الغشَّ والخداع لتحقيق ربحٍ ماديٍّ أو ارتكاب الزنا؟ أشفق على الذين يلتفتون إلى الشيطان أو الذين يسمحون أن يستخدمهم لتحقيق أهدافه.

 

لذلك عليك التهيؤ دائماً ليستخدمك الربُّ الإله، آخذاً في الاعتبار أنَّك بهذه الطريقة ستُرحَم وستنال النعمة في اليوم العظيم. لكن إذا سبق وأبعدت أحدهم عن الربِّ أو سبَّبت العثرة لأحد آخر لن يكون لك عذر في الدينونة الأخيرة. لذلك عليك السعي ليكون وقوفك أمام القاضي العادل واستلام إكليل البرِّ من يده ممتعاً.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز