رسالة اليوم

13/07/2019 - يخزى المضاد

-

-

"مُقَدِّمًا نَفْسَكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ قُدْوَةً لِلأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ، وَمُقَدِّمًا فِي التَّعْلِيمِ نَقَاوَةً، وَوَقَارًا، وَإِخْلاَصًا، وَكَلاَمًا صَحِيحًا غَيْرَ مَلُومٍ، لِكَيْ يُخْزَى الْمُضَادُّ، إِذْ لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ رَدِيءٌ يَقُولُهُ عَنْكُمْ." (تيطس 7:2-8)

 

 

"مُقَدِّمًا نَفْسَكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ قُدْوَةً لِلأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ". هكذا كانت الرسالة التي وجهَّها بولس إلى تيطس بالروح القدس، الرسالة التي تخدم جميع أولاد الله بالواقع. إنَّ ما تظهره لنا هذه الوصية هو أنَّ الخلاص أكثر جداً من تغيير الفرد لديانته وأعماله وأفكاره، وبعد ذلك، لقد انتقلنا من مملكة الظلمة إلى ملكوت الله (كولوسي 13:1)، لذلك بالرغم من جهل الناس في كلمة الله، يجب أن يعرفوا إرادته من خلال سلوكنا.

 

لذلك علينا ألا نتهاون فيما يتعلَّق بالوصيَّة المقدَّسة، من أجل هذا علينا تجنُّب كلَّ ما يخالف كلمة الله. حسناً، إنَّ ما تمَّ تدوينه في الكتاب المقدَّس ليس لإرشادنا فقط، بل أيضاً من أجل جعل الناس يعرفون مشيئة الآب. لهذا السبب ينبغي أن نُظهر أنفسنا أنقياء من خلال رفض شهواتنا الخاصة لتحريف كلمة العليِّ.

 

على سبيل المثال، من غير الصائب تشويه الخطة الإلهيَّة فيما يخصُّ سلوك أولاد الله، بالنظر إلى أنَّه قد يتمَّ حثَّ البعض على التفكير في أنَّ هذه المسألة غير هامة. فأولئك الذين اعتادوا على المزاح أو الذين لا يظهرون الالتزام والحزم عندما يتعلَّق الأمر بقول الحقيقة خلال مسيرتهم مع المسيح، عليهم أن يدركوا أنَّه من واجبنا إظهار الجدية في خدمتنا للربِّ فهو أمر صالح ومثمر جداً.

 

حسناً، لا يجوز أن نرجع إلى افتراءات الإنسان في حال افتقارنا للمعلومات بخصوص الإيمان. يصحُّ القول إنَّنا لا نملك معلومات بخصوص هذا الأمر أو ذاك على الادِّعاء بأمور ليست صحيحة فقط كي لا نظهر جهلنا بشأنها. فالله وحده يعلم كلَّ شيء، لذا إن لم نفهم أمراً في وقته، من الأفضل قول الحقيقة للذين وجهَّوا السؤال لنا. إنَّ الجدِّية فضيلة ضرورية جداً وتفي بالغرض حيثما وضعت.

 

أشعر بالحزن لرؤية أناس لا يخجلون أثناء تحدُّثهم بكلام سخيف. فإنني أتذكر رؤية أخّين يتحدَّثان بسذاجة على وسائل الإعلام، فقد بدا الأمر سيئاً للغاية لأنَّ موضوعهما الرئيسيِّ كان مختلفاً كلياً، فقد كان من المتوقع إيصالهما رسالة الربِّ الإله! انتبه كيلا يحدث لك المثل، آخذاً بعين الاعتبار في ضوء الآية 8 من رسالة تيطس والأصحاح 2 أنَّه علينا التكلُّم بشكل لائق في كلِّ حين، وكما جاء في (متى 37:5): بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ. فسيفعل الشرير كل ما بوسعه ليستخدمنا في تحقيق مخططاته الغادرة.

 

لا تحتكر خدمتنا لله على عبادته فقط، بل أن نُخزي خصمنا أيضاً. نظراً لحقيقة أنَّ العليَّ لا يتوقَّع منَّا خيانته، فإنَّه يسمح بين الحين والآخر للعدوِّ أن يجرِّبنا، إلا أنَّ الشرير يُحبَط عندما يعي مقاومتنا له. لذلك، عليك السعي في جعل سلوكك يخزي الشيطان.

 

علاوة على ذلك، ينبغي ألا تعطي إبليس مكاناً لإعداد أيِّ اتهام شرير ضدَّك. عليك الثبات كي يخزى أجناد الشر في الإساءة لصيتك الصالح. والآن، صمِّم على أن تصبح خادماً حقيقياً لله العليِّ! سينفعك ذلك.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز