رسالة اليوم

12/07/2019 - قسوة غرور الخطيَّة

-

-

"بَلْ عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ، مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ، لِكَيْ لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ." (العبرانيين 13:3)

 

 

من المتوقَّع أن يسعى المؤمنون لعدم تقسية قلوبهم، لأنَّه عندما يجري ذلك سيبتعدون عن الله الحيِّ. فهذا هو واجبنا لكنَّه ليس كلُّ ما تمليه رسالة الله. فتقول كلمة الله أيضاً أن نعظ أنفسنا ما دام الوقت يدعى اليوم. هذا هو الوقت تحديداً الذي على الإنسان عيشه على وجه الأرض. وبالتالي سنكون مرضيِّين لدى إلهنا وأبينا.

 

من الخطر جداً تقسيَّة قلوبنا بغرور الخطيَّة، لأنَّنا نعلم أنَّ الخطية قد دخلت إلى العالم منذ سقوط آدم، ومنذ ذلك الحين استمر العديد من الناس بالعيش تحت عصيان الله. إنَّ الخطية مؤذية جداً، ولهذا السبب تحديداً، ينبغي ألا يفتخر أولئك الذين يتطلَّعون لتمضية الأبديَّة في العذاب. فالأشخاص الذين لا يأخذون هذا الأمر على محمل الجدِّ يميلون بشكلٍ مشين لاعتباره خيالاً.

 

وأيضاً يسبِّب تقسِّي القلب بغرور الخطية نسيان الناس لأطفالهم حتى، والمعاناة التي من الممكن أن يجتازوها نتيجة الطلاق أو العار الذي سيتعرَّضون إليه لا محالة قدَّام أصدقائهم بسبب خيانتهم لشريك حياتهم. والأسوأ من ذلك أنَّ هذا العار لن يُمحى أبداً. والذين يقعون في الزنا ستظهر على وجوههم إلى الأبد آثار تصرُّفهم المشين والمريع.

 

بإمكان غرور الخطية تقسيَّة قلوبنا فيما يتعلَّق بامتيازاتنا في المسيح. فقد يتوقَّف بعض المؤمنين عن الصلاة لطلب الشفاء لأنَّهم عندما كانوا في الماضي بأمسِّ الحاجة لهذا الشفاء؛ صرخوا من أجله كثيراً إلا أنَّه لم يُستجاب لهم. حسناً، أعتقد أنَّ عليهم أن يقرِّروا الرجوع إلى العليِّ لمعرفة ما وراء عدم الاستجابة لصلواتهم – بما أنَّهم خسروا استجابة الربَّ لهم. حسناً، يمكنني القول إنَّ سبب عدم استجابة طلباتهم هو وجود العثرات التي عرَّضوا أنفسهم لها والتي بدورها منعت الربَّ من العمل لصالحهم.

 

قبلَ العديد من أولاد الله عيش حياة بائسة. فإنَّهم يظنُّون أنَّهم لن ينجحوا فقط لأنَّ أجدادهم كانوا فقراء. انظر الآن! يُبطل "التجديد" كلَّ لعنة لطالما سبَّبت الدمار للعائلة بأكملها. فلا يجوز على خادم الله قبول خسارة الموارد التي تمنعه من عيش حياة ذا شأنٍ، وبعد ذلك، لقد أتى يسوع لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل (يوحنا 10:10).

 

الله ليس بظالم ليخبرنا عن التقسِّي بغرور الخطية ومن ثم لا يوفِّر لنا المنفذ للهروب من هذه الآفة. فقد طالبنا أبونا السماوي أن نعظ أنفسنا لأنَّنا من خلال هذا التوبيخ نستطيع إدراك ما نفتقد له، وبالتالي يمكن لله أن يعمل لصالحنا.

 

يجوز للمؤمن الالتزام بهذه الوصية الإلهيَّة والواجب الذي وضِع عليه. سيأتي اليوم الذي فيه سنُحاسَب أنا وأنت وكلُّ أخ في المسيح نتيجة سقوط أو دمار شخص ما لأنَّنا لم نفعل ما طُلب منَّا بحسب الآية. من أجل ذلك ينبغي تكريس حياتنا لله، وهكذا سيقدر على استخدامنا لمجده.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز