رسالة اليوم

11/07/2019 - هكذا يبدو الإنسان الذي لا يخاف الله

-

-

"لأَنَّنَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا قَبْلاً أَغْبِيَاءَ، غَيْرَ طَائِعِينَ، ضَالِّينَ، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَوَاتٍ وَلَذَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، عَائِشِينَ فِي الْخُبْثِ وَالْحَسَدِ، مَمْقُوتِينَ، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا." (تيطس 3:3)

 

 

من الجيد ألا ننسى ما كنَّا عليه قبل سماعنا لكلمة الله التي خلَّصتنا وأخرجتنا من مملكة الظلمة، فالشيطان سيفعل ما بوسعه ليُرجعنا إلى الخطيَّة. يعلن الربُّ، من خلال الوحي، أنَّنا كنَّا قبلاً أغبياء بسبب جهلنا للحقيقة وانغماسنا في الظلام واعتيادنا على العيش بحسب رغبة رئيس سلطان الهواء. لكنَّنا نلنا الرحمة الإلهيَّة للتمتُّع بيسوع (الآية 4 – 6).

 

فكانت روح المعصية ساكنة فينا. وكوننا عصاة ولم نرضِ الله ولن نستطيع إرضاءه، وبالرَّغم من كونه أب رحيم إلا أنَّه لم يستطع إجبارنا على طاعته. من ثمَّ، يوماً ما، أشرق النور على رحلتنا، وبذراعه القوية أخرجنا من مملكة الشرِّ ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته (كولوسي 13:1). وصرنا الآن أعضاء جسد المسيح وورثة ملكوت السماوات.

 

لم نستطع رؤية خطب ما في أفعالنا الأثيمة عندما كنَّا بعيدين عن الحقِّ. لكنَّنا أصبحنا خليقة جديدة عندما نلنا النعمة (كورنثوس الثانية 17:5). لذلك لم نعد تحت سلطان إلهنا القديم، أي إبليس. ولأنَّه كذَّاب (يوحنا 44:8)، سيصرُّ على إقناعك بأنَّ أبديتك ستكون معه. لكن سيتمسَّك الحكماء بمكانتهم، آخذين في الاعتبار أنَّه تمَّ فداؤهم في المسيح.

 

لماذا عادةً ما يرجع ابن لله إلى إشباع الشهوات والملذات التي لا تعد ولا تُحصى، بالنظر إلى أنَّه لم يعد ينتمي إلى مملكة الخطية؟ الجواب هو بسبب استسلامه لأكاذيب الشيطان. فإنَّ إبليس يهدف لاستردادهم إليه، حتى أنَّه قادر على تحقيق أمنياتهم من خلال منحهم ما يحرصون على تحقيقه، ومن ثمَّ، عندما يقعون في براثنه سيجعلهم يمرُّون بتجارب مريعة.

 

كانت الحياة التي عشناها قبل قبولنا للربِّ يسوع كمخلِّص صعبة جداً. فقد اعتدنا على الحسد والخبث، لكن بعدما أصبحنا خليقة جديدة، مخلوقين ثانيةً في المسيح، لم يعد هناك ما يدعو لتمنِّي استرجاع ما سبَّب لنا الخزيَ والعار. علينا واجب ألا وهو التصرُّف كما يليق بأولاد الله المفديين من كلِّ خطية.

 

في الماضي، كم بدت هيئتنا كريهة؛ لكنَّنا اليوم نُشبه يسوع. حيث إنَّ محبة الله تظهر في ملامحنا الآن. فمن واجبنا إظهار صورة المسيح التي فينا للناس الذين لم يعرفوا الربَّ بعد، وهكذا سيتمنُّون أن ينالوا ما نلناه.

 

أتمنى ألا يعود الوقت الذي صرفناه في بغضِ أحدنا الآخر! ومع ذلك، بمعونة الله، لنحبَّ إخوتنا وأخواتنا والخطاة أيضاً. حالما يبدأ كلُّ واحد منَّا بكنِّ الحبِّ لإخوته، سيرى الجميع أنَّنا بالحقيقة أولاد العليِّ. وبعد ذلك، لقد نلنا لطف الله.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز