رسالة اليوم

09/07/2019 - شركاءُ المسيحِ

-

-

 

"لأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا شُرَكَاءَ الْمَسِيحِ، إِنْ تَمَسَّكْنَا بِبَدَاءَةِ الثِّقَةِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ." (العبرانيين 14:3)

 

 

لا يوجد أمرٌ في الحياة يفوق أهميَّة كوننا شركاء المسيح. والخبر السار أنَّه من الممكن فعل هذا ببساطة تامَّة. إنَّ مكافآت الذين عملوا مع الربِّ كبيرة جداً، بالنظر إلى أنَّهم سيتمتَّعون بذات البركة التي حظيَ بها يسوع أثناء خدمته على الأرض. مما سيجعل هذا الأمر شركاء المخلِّص محميِّين وموجَّهين ومستخدَمين، كما كان هو أيضاً.

 

توجِّهنا الطقوس الدينيَّة إلى الإيمان بأنَّنا لسنا سوى أناساً فانين لا صوت لهم، وأنَّه إن تحنَّن الله علينا سيقبل أعمالنا الخلاصيَّة. في الحقيقة لقد كان هذا الأمر واقعاً قبل ميلاد المسيح وموته على الصليب. لكنَّ مصيرنا تغيَّر بناءً على العمل الذي أتمَّه يسوع ولأنَّه ذهب إلى الجلجثة بديلاً عنا. والآن جميع الناس؛ بغض النظر عن أعمالهم السابقة والمستقبليَّة، حصلوا على نعمة الخلاص.

 

عندما نقبل الخلاص نصبح تلقائياً شركاءً مع المسيح. لكن يتحقَّق هذا في حياتنا بشرط واحد: علينا التمسُّك بمبدأ الثقة. لاحظ أنَّ كلمة الله تتحدَّث عن مبدأ الثقة. فمن المهم جداً تذكُّر ما اعتدت على الشعور به في بداءة مسيرتك الإيمانية عندما كانت لاتزال نقيَّة ومجرَّدة من كلِّ مكر ومركِّزة على ابن الله.

 

في الحقيقة إنَّ الربَّ يسوع منحنا تلك الثقة حالما أعلن لنا عن شخصه. والذين فقدوا الشعور النقي الأول عندما بدأوا رحلتهم مع الربِّ فقدوا أيضاً ما كان لا بدَّ من الحفاظ عليه ألا وهو قدرتهم على أن يصبحوا شركاء شخص مخلِّصنا. يدعو الكتاب المقدَّس تلك الثقة بـ "الإيمان" الذي ليس من الممكن التخلِّي عنه أو تركه ببساطة كما لو كان خياراً عادياً. فهو جوهر الربِّ، معطي الخلاص، وبه ننال البركات الأخرى.

 

عليك أن تدرك أنَّ تلك الثقة هي عطيةٌ وهبها الله لك ولن تُنزَع منك مثل باقي العطايا. عليك فقط الحفاظ على الشعور الذي خالجك في بداءة مسيرتك مع الآب كي تتغيَّر حياتك بشكلٍ كامل. لقد تمَّ اختيارك وتعيينك لتصبح شريكاً مع الإله الذي خلق كلَّ الأشياء.

 

مع معرفة هذه الحقيقة، ستصبح أكثر جرأة في معاركك الروحيَّة ممارساً سلطانك. كن على يقين أنَّ هجمات الشيطان غير مؤثِّرة بجميع الذين في المسيح لأنَّهم مؤهَّلون ومزوَّدون بالقوة الكاملة المضادَّة للهجوم. حيث إنَّه سيتمُّ الاستجابة دائماً لصلواتك بفضل امتيازاتك التي في الربِّ. لذلك، استخدمها وكن سعيداً!

 

عندما تريد طلب أيِّ بركة عليك تذكُّر أنَّك أصبحت شريكَ المسيح. لذلك، لا تطالب بحقوقك كما لو كنت متسولاً بل كشخصٍ عالماً جيداً ملكيته وحقوقه لتسديد كلِّ احتياج. يسرُّ الله برؤية أعضاء عائلته يأخذون مكانتهم المرموقة التي كلَّفته حياة ابنه الحبيب يسوع. هذا وإنَّ الذين يستهينون بما كلَّف الربُّ كثيراً لن يكونوا مرضيِّين عنده بالتأكيد.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز