رسالة اليوم

08/07/2019 - نسيانُ الربِّ

-

-

"اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَنْسَى الرَّبَّ إِلهَكَ وَلاَ تَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَفَرَائِضَهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ." (تثنية 11:8)

 

 

إنَّ واجبنا واضحٌ كما ورد في الآية السابقة: علينا ألا ننسى الربَّ إلهنا. لكن مما يبدو أحياناً كثيرة؛ عندما نكون في أمس الحاجة، لا يكون الربُّ أول شخص نطلب منه المعونة، بل آخر. من ثمَّ نجتاز بلحظات حرجة التي من الممكن أن يتمَّ تجنُّبها في شتَّى الوسائل. لو أنَّنا تبعنا الإرشاد الإلهيِّ لحصلنا على المعونة المناسبة من أبينا.

 

إنَّ الفشل في حفظ الوصايا، بالإضافة إلى سلب أنفسنا متعة الشركة مع الربِّ، يمنعنا من البقاء آمنين ومعافين عندما نحتاج إلى التدخل الإلهيِّ لإنقاذنا من اعتداء الشيطان. وأولئك الذين لا يطيعون الوصايا يتمُّ نسيانهم من قبل الله، وبالتالي عندما يواجهون الأزمات في كثير من الأحيان سينسون حقيقة أنَّ الآب رحيم وينوي دائماً معونتنا.

 

في الحقيقة إنَّ الذين ينسون العليَّ يسبِّبون لأنفسهم ضرراً كبيراً، آخذين بعين الاعتبار أنَّهم لن يكونوا قادرين على السير في سبله الرائعة. هذا وإنَّ الذين يفعلون ذلك يميلون إلى عيش حياة محطَّمة بشكل هائل، فيأتي البعض منهم إلى درجة اعترافه بأنَّه ليس هناك شيء مميز في الإنجيل بالمقارنة مع معتقداته السالفة. والآن، الإنجيل الحقيقيُّ هو قوَّة الله لكنَّ تلك المعتقدات المقدَّمة لنا عوضاً عن كلمة الله ليست سوى واحدة من الديانات الميتة التي لا تحتوي على أيِّ هيئة إلهيَّة.

 

وأيضاً، الذين يضعون ثقتهم بالربِّ لا يحتاجون إلى بذل الجهد في سبيل إتمام ما كُتب في كلمة الله. فإنَّهم أكثر سعادة ويشعرون بنوع من الإنجاز في حياتهم وهم دائماً في مزاج جيد ولا يتعرَّضون للمتاعب، وعندما يتمُّ تجربتهم يقولون: "لا" للعدوِّ. بالمناسبة، يتمُّ الاستجابة لهم حتى قبل أن يطلبوا لأنَّ الآب مسرور بهم. هكذا يجب أن يعيش أولاد الله.

 

إنَّ فرائض الربِّ هي مجموعة من أكثر القوانين روعة لعيش حياة سعيدة، وبإمكاننا أن نجد فيها ما يجعلنا نشعر بحال جيدة. ما من وصايا مؤذية لأولاد الله، على العكس تماماً، فكلُّ واحد منها سيمنعنا من السقوط في غدر العدوِّ المريع. لهذا السبب، عليك أن تسعى إلى معرفة الوصايا فيما يخصُّ الشفاء الإلهيِّ والازدهار والقداسة، وكذلك الأمر فيما يتعلَّق بشأن العائلة والزواج وعمل الله في وسط الناس.

 

في الحقيقة إنَّه إن ارتفع قلبك سينتهي الأمر بنسيان الربِّ، بالإضافة إلى أنَّك ستعتبر نفسك رجلاً مميزاً؛ حسناً، لهذا السبب تحديداً ستظن أنَّك لن تكون مسؤولاً عما تمَّ تكليفك به وأنَّك تملك الصلاحية في ارتكاب أيِّ إثم، ومن الممكن أن يكون مسموحاً في حالتك هذه. ومع ذلك، هذه إحدى أسوأ الأفكار التي من الممكن أن تتبنَّاها، لأنَّه من خلال اتِّخاذ موقف كهذا ستنتهي بالتأكيد في قبضة يد الشيطان الذي بدوره سيجعلك تجتاز بمعاناة رهيبة.

 

أرجو أن تتأمل بهذا! لقد أبعدنا الربُّ عن الخطية ومملكة الظلمة والعبودية القاسية ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته لهدف صالح جداً (كولوسي 13:1).

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز