رسالة اليوم

29/06/2019 - مسؤولية قول "لا")

-

-

 

"يَا ابْنِي، إِنْ تَمَلَّقَكَ الْخُطَاةُ فَلاَ تَرْضَ." (أمثال 10:1)

 

 

من المُحتمل أن يتواجد الذين يرتكبون الإثم في كلِّ مكانٍ، وبلا شكٍّ سيكونون مستخدَمين لإبعادك عن طريق القداسة. إنَّ طرق عملهم متعدَّدة، فهي تعتمد على الأرواح النَّجسة التي تستوطن قلوبهم. وبسبب هذا، لا تنخدع من أيِّ شهوة، فمصير الذين يستسلمون للشيطان العذاب الأبديّ. لكن، إن سبق وسقطّت، ارجع إلى الله واعترف بخطاياك لتحصل على الغفران.

 

اِحذر من اللغة الفظَّة التي يستخدمها الخطاة لأنّها تُفسدنا وتجعلنا نتصرَّف أحياناً بذات الوتيرة. لذلك، اسعَ جاهداً كي لا تكون مخالفاً للكتاب المقدَّس. في لحظة من إنعدام الإدراك، قد تؤذي أحد اعتاد على مهاجمتك، مّما يؤدي إلى جرح كبير في نفسك. تذكَّر أنَّ العديدين يسلكون في طريق الإثم لأنَّهم فسحوا الطريق بأكمله للعدوِّ، لذلك إن أجبت بنفس الطريقة ستؤذي نفسك أيضاً.

 

إنَّ أخطر لغة هي تلك المليئة بالتواضع الكاذب لأنَّ روح الإنسان تُصبح ضعيفة أمام الكلام اللطيف. في بعض الأحيان، قد تكون الابتسامة الدافئة واللمسة الرقيقة والنظرة اللطيفة أو أيِّ إيماءات لطيفة أخرى سهمٌ من الجحيم يُصعِب مقاومته. لذلك، لا تنخدع بالدموع فإنَّ التمساح أيضاً يذرفها قبل الافتراس. وأيضاً، لا تحدّ بنظرك عن الربِّ يسوع فهذا الأمر سيحفظك من كلِّ الشرور.

 

سنظلُّ نعاني من الإغراءات ما دمنا في هذا العالم، لأنَّ الربَّ لم يقضِ عليها بعد. ليس ثمَّة خادم واحد لم يجرِّبه الشيطان، وللأسف، يتأثر العديد منهم بكلامه الناعم من خلال الفرص السّهلة، وكذلك بالحجج التي تبدو لا تُقاوَم.

 

في الحقيقة، سيسمح العليّ بقدوم التَّجارب، لكنَّه في ذات الوقت سيمنحنا القوة لقول "لا" لها كلِّها. ومن ثمَّ، لن يختبر أيَّ ضرر الذين يبقون أمناء، لكنَّ الذين يستسلمون للجَشع – في شتَّى جوانب الحياة – سيحظون بنهاية وخيمة جداً. إذاً، كن ثابتاً عندما تواجه تلميحات وفخاخ وإغراءات الشيطان، وقل "لا" دائماً لكلِّ ما يأتي منه

 

إنَّ سرَّ الاستمرار في القداسة وعدم الاشتراك في الخطأ هو أمرٌ واحد: السهر. والارتكاز على الكتاب المقدّس هو أقوى أمر ضدَّ أيِّ شهوة. فإنَّ الشرير لا يمكنه مقاومة الذين يقاومونه مستندين على ما هو مكتوب في كتاب الله. لذلك، كلُّ آلة صُوّرَت ضدَّك لا تنجح (إشعياء 17:54).

 

إنَّ تعاليم يسوع التي أمرتنا للصلاة هي طريقنا للهرب، وأيضاً كي لا نسقط في تجربة (متى 13:6، لوقا 4:11). بلا شكٍ، ثمة هجوم شرّير يترصَّدك الآن، لأنَّ الشيطان لا ينفكُّ عن استخدام إمكانياته. لكن، في أيَّة حال، اثبت في تتميم وصايا المعلِّم ، لأنَّك حينها لن تمنح العدوَّ الفرصة لهزيمتك. لقد قال يسوع أنَّه إذا حرَّر أحد ما سيكون بالحقيقة حرّاً (يوحنا 36:8).

 

 

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز