رسالة اليوم

27/06/2019 - لا تخشَ التّهديد

-

-

 

"لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ مَلِكِ أَشُّورَ: لاَ يَدْخُلُ هذِهِ الْمَدِينَةَ، وَلاَ يَرْمِي هُنَاكَ سَهْمًا، وَلاَ يَتَقَدَّمُ عَلَيْهَا بِتُرْسٍ، وَلاَ يُقِيمُ عَلَيْهَا مِتْرَسَةً. فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ يَرْجعُ، وَإِلَى هذِهِ الْمَدِينَةِ لاَ يَدْخُلُ، يَقُولُ الرَّبُّ." (الملوك الثاني 32:19-33)

 

 

لقد غزا سنحاريب ملك أشور أراضٍ كثيرة وقرَّر السّيطرة على مملكة يهوذا، فقام بإرسال رسلٍ لإخافة الملك حزقيا، ولتحقيق ذلك، قام باستخدام كلمات مرعبة. لكنَّه ارتكب خطأ فادحاً، "قارن الربَّ، حارس إسرائيل، بأحد آلهة أمة أخرى". كانت تلك الآلهة من صنع البشر، لكن الرب خالق السماوات والأرض، هو الإله الحقيقيِّ.

 

لم يتيقَّظ ذاك الملك لفكرة أنَّ حزقيا كان خادماً لله، ولهذا السبب باءت هجماته على يهوذا بالفشل. في الحقيقة، لم يعلم بوجود نبيٍّ في أورشليم يُدعى إشعياء، الذي بدوره كان خادماً حقيقياً للعليِّ. لذلك، فشلت كلُّ خطط ملك أشور. في الحقيقة عندما يحضر خوف الله؛ أي احترام كلامه، لن يسود الشرُّ أبداً.

 

هذا وكان سلف سنحاريب قد غزا إسرائيل وساق إلى السبيِّ سكان المملكة الشماليَّة المتمرِّدين. حسب وجهة نظر الملك، لم تكن هناك عوائق لكنَّه لم يعلم أنَّ الربَّ هو من استخدمه لإتمام كلامه. لا يزال الكثير من الناس لا يفهمون تماماً أنَّ سبب نجاحهم في الحقيقة هو إتمام خطة الله لحياتهم. لو أنَّهم أصغوا لكلمة الله كان بإمكانهم أن ينجحوا أكثر في حياتهم على خلاف الآن.

 

كان النبيُّ إشعياء صادقاً بنقل الرسالة المكتوبة في الآية أعلاه، "لن يدخل ملك أشور هذه المدينة". فلم يخف حزقيا ولم يخشَ التهديد أمام ذاك الغزو الأجنبيِّ. إلا أنَّ سنحاريب كان يمتلك قوة عسكرية كافيَّة لتدمير مملكة يهوذا الصغيرة، لكنَّ شعب الله كان تحت حماية الوعود الإلهيَّة. إذاً، مهما كان إحراج اللحظات التي تواجهها الآن عليك أن تصغي لإرشادات الربِّ وأن تؤمن في كلامه الموجَّه إليك؛ لأنَّه سيتحقَّق بالتأكيد.

 

عندما يتكلَّم الربُّ تفشل خطط العدوِّ. لقد قال العليُّ إنَّ سنحاريب لن يكون قادراً على رمي أيَّ سهم ضدَّ شعبه. من الناحية البشريَّة، كان هذا الأمر غير ممكنٍ بالنظر إلى أنَّ ملك أشور القدير كان مصمِّماً على اقتحام أورشليم. لكن من الممكن أن تغيِّر صلاة خادم للقدير أي ظرفٍ (يعقوب 16:5)، إلا أنَّ سنحاريب كان يجهل تلك الحقيقة. لا يعلم الخصم ما يمكن أن يفعله الله لأجل الذين يضعون ثقتهم به.

 

وهكذا كانت نهاية الجملة التي نطقها النبيُّ: "فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ يَرْجعُ، وَإِلَى هذِهِ الْمَدِينَةِ لاَ يَدْخُلُ، يَقُولُ الرَّبُّ." لم يكن هناك شيء بإمكانهم فعله سوى شكر الربِّ على ما قد وعد به. وبالتالي، نجت أورشليم وانهزم سنحاريب.

 

حينما ذهب سنحاريب وراء يهوذا التي كان يحكمها الملك الذي يحترم الربَّ أدرك أنَّ كل ذاك التفكير كان خاطئاً. فعاد إلى أرضه حزيناً عندما رأى أنَّ 185 ألفاً من جنوده مات بشكلٍ غامضٍ. لقد وعد الربُّ أن يكون عدواً لأعدائنا. لذلك، إن كان الله يحفظ حياتك، يجب ألا تخشى أيَّ تهديد!

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز