رسالة اليوم

26/06/2019 - سرُّ المنتصر

-

-

 

"وَالْتَصَقَ بِالرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْهُ، بَلْ حَفِظَ وَصَايَاهُ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ مُوسَى." (الملوك الثاني 6:18)

 

 

لقد حكم الملك حزقيَّا مملكة يهوذا في وقت عصيب جداً، إلا أنَّه أظهر نجاحه منذ البداية. كان تعامله حازماً مع الخدمات الشرِّيرة التي كانت تُمارَس حينذاك. على الرغم من أنَّ أبيه قد ترك مثالاً سيئاً، إلا أنَّ حزقيَّا رجع إلى كلمة الله وهكذا عمل بحسب ما يرضي العليِّ الذي حوَّله إلى أهم ملك في يهوذا.

 

يكمن السرُّ في تقرُّب ذاك الملك من الربِّ. تعلن كلمة الله أنَّنا إذا اقتربنا إلى الله سيقترب هو بالتالي إلينا (يعقوب 8:4). لا تكترث بشأن وضعك الحالي، بشرط أن تنوي حقاً الحصول على المعونة الإلهيَّة للاقتراب أكثر إلى أبينا بكلِّ قلبك، وبالتالي ستحظى به إلى جانبك. أولئك الذين يسمحون لأنفسهم التأثُّر بكلام الشرير الذي من المحتمل أن يكون: "ليس هناك من منفذٍ لك" يضعون أنفسهم في وضع يصعب كثيراً على القوة الإلهيَّة الوصول إليه.

حالما تمَّ تسليم المملكة لحزقيَّا لم يحِد عن الربِّ. فإنَّ خطأ الابتعاد عن العليِّ قد تمَّ صنعه من قبل الكثيرين. عندما يمرُّون بالعوائق يميلون إلى الاقتراب من الله ولكن بمجرد أن تنتهي كلُّ هذه المتاعب يتخلُّون عنه. لذا عليك ألا تُدر ظهرك للشخص الذي يقدر ويريد أن يجعلك بركة. متى سيعرف الشخص الهارب من الله أنَّ ليس هناك شخص آخر قادراً على تخليصه من الشرِّ؟

 

كان حزقيَّا حريصاً على التعرُّف على الوصايا التي أعطاها الله لموسى وبدأ بممارستها، وبهذا الفعل جعل من نفسه شخصاً محبوباً بالنسبة للربِّ. إذا كنت تريد أن تصبح محبوباً من قبل أبينا وبالتالي تنال الانتصار ضدَّ قوى الشرِّ عليك أن تحتذي خطاه. والذين لا ينحنون أمام القدير ينهزمون أمام العدوِّ. ليس هناك أمراً حياديَّاً في العالم الروحيِّ "فإما أن نكون إلى جانب الخير أو نجعل من أنفسنا خدَّاماً للشرير".

 

على الرَّغم من أنَّ الملك لم يرقب عند زيارة ملوك بابل له، بسبب توبيخ النبيِّ إشعياء، بذل جهداً هائلاً للثبات دائماً في الإيمان ولم يتذرَّع بحقوقه كخادم لله فإنَّ إيمانه لم يكن قد نما ولم يتمُّ إزالة العائق في شفائه. وهكذا لن تُقطَع حياته.

 

لقد لفتت طريقة خدمة حزقيا لله انتباه كاتب سفر الملوك الثاني من خلال القول إنَّ حزقيا وضع ثقته بالربِّ، فلم ولن يملك شخص مثله على يهوذا آخذاً مواقف بطوليَّة كتلك. كيف حال مسيرتك الإيمانيَّة؟ ما الذي يتمُّ كتابته عنك في السماء؟ تأكَّد أنَّ قصتك هنا يتمُّ تسجيلها هناك.

 

لقد أرضى الله جميع الذين وضعوا ثقتهم به. وعندما يصبح ذلك حقيقة بالنسبة لأحدهم سيستقبل في كلِّ حين الصلاح الإلهيِّ. يُعطي الفشل في الوثوق بالعليِّ مكاناً للشرير للعبث في حياتك. والذين يثقون بالربِّ لن يخزوا أبداً (إشعياء 23:49). يعلم القدير كيفيَّة حفظ الذين يطيعون كلمته من المحن.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز