رسالة اليوم

25/06/2019 - انتبه ألا تستنفذ الصَّبر الإلهيِّ!

-

-

 

" لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ." (بطرس الثانية 4:2)

 

 

تخبرنا كلمة الله إنَّ الربَّ بالحقيقة رحيمٌ جداً. لكنَّها تنصُّ أيضاً على أنَّه قدُّوس (بطرس الأولى 16:1). فأولئك الذين يهبون أنفسهم للخطية يبتعدون عن الربِّ، وإذا لم يتوبوا سريعاً سيأتي الوقت الذي لن يكونوا فيه قادرين على العودة إلى "الطريق". لذلك، إن لم ينالوا غفران خطاياهم ستسود عليهم قوى الظلام، وهكذا سيختبروا جميع أنواع العذاب.

 

سينتهي صبر الله يوماً ما. من ثمَّ الذين يعتبرون أنفسهم مميَّزين وقد حوَّلوا كلمة الحياة إلى عقيدة كاذبة سيكون قد فات أوان توبتهم. ينبغي ألا تظن أبداً أنَّ "الذين تخلصوا مرةً قد تخلَّصوا دائماً"، فهذه هي عقيدة البعض بغض النظر عن أخطائهم الحاليَّة أو المستقبليَّة. لقد سلَّم العديد من الناس أنفسهم لهذه الفكرة الغادرة، ولهذا السبب سيقضون الأبديَّة المريرة في بحيرة الكبريت.

 

أرجو أن تلاحظ قول الكتاب المقدَّس أنَّ العليَّ لم يشفق على الملائكة الذين أخطأوا. هذا وتمَّ إعطاؤنا التحذير نفسه لئلا يخدعنا خصمُنا. إنَّ الله ليس بجاهلٍ أو أعمىٍ أو متخلِّفٍ عقلياً. فهو لم يتغيَّر قط وسيبقى هكذا إلى الأبد. لاَ تَضِلُّوا! اَللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا. (غلاطية 7:6). لا تتبع أكاذيب الشرير.

 

على الأرجح قد طلب أولئك الملائكة الساقطون التَّوبة؛ لكن لعلَّهم لم يجدوا الغفران. لقد حدث كذلك الأمر مع عيسو النجس الذي من أجل طبق تافه من العدس قام ببيع بكوريته. يبدل البعض من أولاد الله في أيامنا هذه حقَّهم في الخلاص مقابل ربح معوجٍّ أو علاقة خارج نطاق الزوجيَّة أو حفنة من الفوائد المزيَّفة الأخرى. من المدهش رؤية العديد من الناس يحتقرون عطية الربِّ المجانيَّة!

 

لقد هبط إلى الجحيم الملائكة الذين تمرَّدوا على العليِّ. حسناً، لقد كانت تلك المخلوقات نقية بدايةً، لكن باختيارها الشخصيِّ سمحت لنفسها بالتورُّط بالخطية، وعندما حدث ذلك انتهى بها الأمر لمُمارسة الخطية. إذا كنت تعبث بالإثم عليك التوقف حالاً! اعترف للربِّ بإثمك، وباسم يسوع؛ اِحصل على غفرانك. بلا شكٍّ، يستطيع روح الله تبكيت جميع الذين يخطئون، لكن يفضِّل البعض إغلاق آذانهم لصوت الله، وهكذا يواصلون السّير نحو الهلاك.

 

لقد انقاد إلى سلاسل الظلمة هؤلاء الخدَّام السابقين. فإنَّهم محجوزون للدينونة الأبديَّة، عندئذٍ سيتلقُّون العذاب الذي سيوضع عليهم إلى الأبد. لذلك، كن حكيماً وتخلَّص من الإثم! وارفض كلَّ مكر من العدوِّ. فإنَّ كلُّ ما يتمنَّاه الشرير هو أخذك معه إلى الموت الأبديِّ. إنَّ الله أمين في كلامه، لذلك لن يكون هناك فرصة أخرى. استقبل في هذه اللحظة غفران خطاياك.

 

سيمنحك الربُّ الغفران اللازم حال توبتك، وأيضاً سيملأك من الروح القدس. يهاجمك الشيطان لأنَّه يعلم أنَّ لله خطَّة رائعة لحياتك. فقاوم كلَّ مكايده واستسلم للمشيئة الإلهيَّة!

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز