رسالة اليوم

24/06/2019 - ويلٌ للذين يعيشون في الخطية

-

-

 

" وَيْلٌ لِلْمُتَمَرِّدَةِ الْمُنَجَّسَةِ، الْمَدِينَةِ الْجَائِرَةِ! لَمْ تَسْمَعِ الصَّوْتَ. لَمْ تَقْبَلِ التَّأْدِيبَ. لَمْ تَتَّكِلْ عَلَى الرَّبِّ. لَمْ تَتَقَرَّبْ إِلَى إِلهِهَا." (صفنيا 1:3-2)

 

 

كانت أورشليم مدينة شعب الله المتمرِّدة ملوثةً وجائرة لكنَّها أصرَّت على عدم الإصغاء لصوت الأنبياء المرسَلين من قبل الربِّ. لقد تمَّ استخدام صفنيا لتحذيرها تحذيراً إلهيَّاً. حسناً، لا يختلف سيناريو تلك الأيام عن هذه التي نحياها اليوم لأنَّ العديد من الناس لن يصغوا لكلام العليِّ، وهكذا ينتهي بهم الأمر متأثرين بهجمات العدوِّ.

 

لم يدرك سكان أورشليم حقيقة سقوطهم في فخاخ إبليس. فهؤلاء الناس لم يهتمُّوا بسلوكهم الشرير كونهم ذريَّة إبراهيم، وبناءً على ذلك اعتبروا أنفسهم موهوبين بسمات مميزة بغض النظر عن أفعالهم الرديئة. اليوم، يتبع الناس أيضاً مسار التفكير هذا. إنَّهم يظنون أنَّ الله لن يدينهم لكونهم مسيحيِّين. فمن الخطأ عدم الإصغاء للربِّ.

 

كانت مدينة أورشليم نجسة. ومازالت الخطية حتى يومنا هذا تنجِّس الناس بالطريقة ذاتها. أولئك الذين يفتخرون بالشهوة الخفية ينساقون وراء الشهوات الرديئة، وعندما تنفتح أعينهم سيدركون أنَّهم قد تنجَّسوا بالكامل. للأسف، يجد العديد من أولاد الله أنفسهم تحت هذا الظرف في الحاضر. لا تسمح لأكاذيب العدوِّ بالتسلُّل إلى قلبك آخذاً بعين الاعتبار أنَّه إذا حدث ذلك لن تقدر أن تدرك كم أصبحت بعيداً عن الخلاص.

 

بعيداً عن التمرُّد والنجاسة، لقد دعا الربُّ أورشليم بالمدينة الجائرة. أولئك الذين يفعلون الإثم لا يمكنهم إدراك مقدار المساعدة التي قدَّموها لمضطَهِدهم؛ أي إبليس، لمضايقة شعب الله. بحسب كلمة الله، إنَّ الذين يعلمون كيفيَّة القيام بالأعمال الصالحة لكنَّهم لا يفعلون يرتكبون إثماً (يعقوب 17:4). يصبح المؤمن تحت هذا الوضع متواطئاً مع نوع من النير الذي سيسقط على الجانب الآخر. فلم يعودوا يصلُّون كما مضى ولم يعودوا ينتهروا إبليس وأيضاً لا يتشفَّعون من أجل الذين يعانون.

 

يصرُّ الربُّ على مواصلة تحذيراته، لكن "بالطبع كان لسكان أورشليم قضايا أخرى أهم للاهتمام بها". في كلِّ مرة يقيم فيها الناس احتفالات كبيرة يزدادون بشكلٍ كبير. حتى إنَّ الذين ينتمون إلى الله يشابهون الضالِّين عندما يتعلَّق الأمر بالاحتفالات الأنيقة والعشاء الفاخر والحفلات الدنيويَّة وشهوات غنى أخرى ينخرط فيها أولئك الذين لا يعرفون الربِّ لتسلية نفسوهم. احذر! ربَّما يحدث معك ذلك الآن! لكنَّنا نملك وليمة مميزة للمشاركة بها.

 

ويلٌ لأورشليم الحاليَّة التي تمتلكها الخطية فلن تقبل توبيخ الربِّ. في كلِّ حينٍ سيكون هناك أناس يظهرون "خياراتهم الخارقة" ليحوِّلوا أعين الناس الآخرين بعيداً عن التوبيخ الذي فرضه الله بمثابة درس لأولئك الذين ينتمون له. وبالنهاية عندما يرتكبون إثماً يبدؤون بالشعور كما لو أنَّهم أسوأ كائناتٍ على وجه الأرض. لكنَّهم إن استمروا بالإستماع للأنبياء الكذبة لن تستقيم طرقهم، وفي وقت ما سيجدون أنَّ الأعمال الشريرة التي عملوها أصبحت عاديَّة تماماً.

 

انتبه لئلّا ترتكب ذات الخطأ. اقترب إلى الله وضع ثقتك فيه في كلِّ حين. ولا تسمح لنفسك أن تقع تحت تأثير الذين لم يكونوا قدوة حسنة، فقد نعتهم بطرس بالأدناس والعيوب (بطرس الثانية 13:2). الذين أُعِدَّت لهم الظلمة الأبديَّة. لا تريد أن تكون مثلهم! عُد إلى الربِّ ما دام هناك وقتٍ.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز