رسالة اليوم

23/06/2019 - الأمر الوحيد الذي يتجاوز المعرفة

-

-

 

"وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ." (أفسس 19:3)

 

 

يا لها من خسارة عظيمة يتعرَّض لها أولئك الذين لا يعرفون محبَّة المسيح، بالنَّظر إلى أنَّه من دون معرفة ابن الله سيواصلون حياتهم كما لو كانوا غرباء وبعيدين عن هذا العالم الروحيِّ، فإنَّهم لا يعلمون ولا يتمتَّعون بفرص الحياة المعاصرة ولا ما تقدِّمه المعرفة لهم. إنَّ اختبار المحبة الإلهيَّة هو أمر في غاية الأهميَّة.

 

لا يمكن لكلماتنا المحدودة التعبير عن الراحة التي بإمكاننا اختبارها في يسوع. لكنَّنا نحتاج أن نسير بالإيمان الذي به ننال الإعلانات من خلال الروح القدس نفسه. عندما تفعل هذا ستدرك كم أنَّ السير في طرق الرب أمرٌ مباركٌ. يوماً ما، سيندم أولئك الذين رفضوا ذاك الإيمان على جهلهم في المحبة التي قدَّمها العليُّ.

 

كي ننال الشفاء كان عليه تحمُّل الأوجاع لغفران آثامنا (أشعياء 4:53-5). والآن، من سيفعل هذا من أجل أحبائه؟ في الحقيقة، حتى وإن أراد أحد فعل ذلك سيدرك أنَّ هذا الأمر لن ينفع لأنَّ الجميع أخطأوا (رومية 23:3). إلا أنَّ الربَّ الطاهر نزل من العلاء، ولهذا هو أعلى منَّا كثيراً، كما أنَّ تأديبنا وُضِع عليه. علاوة على ذلك، لقد حمل كلَّ معاصينا، لذلك مُتنا عن الخطية كي نعيش لله (رومية 9:6-11).

 

لذلك، يجب أن تكون هذه المحبة معروفة لدى أولئك الذين يرغبون النجاة من كلِّ التجارب ومن السقوط في فخاخ الشيطان. إذاً، عندما يختبرها المؤمن سيمتلئ من ملء الشخص الكامل، واضعاً في الاعتبار أنَّ ما أعدَّه الله لكلِّ واحد من أولاده لن يتمَّ نزعه منهم (كورنثوس الأولى 9:2). اليوم، يكمل الله مهمّته في مشاركة تلك المعرفة مع الذين ينتمون إلى عائلته؛ ولهذا السّبب ستخسر الكثير ما لم تؤمن.

 

لقد أعطانا كلٌّ من بطرس ويوحنا مثالاً عن التقرُّب من السَّيد، وبالرَّغم من كونهما عاميِّين كان كلامهما مؤثراً للغاية حتى بالنسبة لأكثر رجال الأرض حكمة في ذاك الوقت. حسناً، لا أقصد القول إنَّ الانغماس بما يتمُّ تعليمه في الجامعات أمر خاطئ، لكنَّ التوجيه الصحيح الذي يصيِّرنا رجالاً ونساء حكماء حقاً، في شتَّى الحالات، لا يمكننا تحقيقه ما لم نكن في محضر الربِّ يسوع.

 

لذلك، كلَّما أسلمت نفسك للمسيح، كلَّما امتلأت من محبته، فهو الكائن الكامل، والذين يسيرون كلَّ يومٍ معه ينالون ملأه من مجد إلى مجد. أولئك الذين يواصلون فعل ذلك لن تعوزهم المسحة ولا الحكمة ولا
أي بركة، آخذين بعين الاعتبار أنَّ المؤمن الأمين سينال كلَّ العطايا الإلهيَّة.

 

لكن عليك أن تجاهد لئلّا يسرق العدوُّ دعوة الإيمان خاصتك التي تنير قلبك. سيستخدم الشيطان كلَّ الوسائل لإبعادك عن محضر العليِّ لئلا تشكِّل تهديداً لخططته الغادرة. وهكذا يجعلك الله ممتلئاً من محبَّة المسيح.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز