رسالة اليوم

20/06/2019 - السُّلوك في نور الربِّ

-

-

 

"يَا بَيْتَ يَعْقُوبَ، هَلُمَّ فَنَسْلُكُ فِي نُورِ الرَّبِّ." (إشعياء 5:2)

 

 

لقد أمر الربُّ بأن يتمَّ تدوين كلامه كي يرشدنا في شتَّى الحالات. فأبونا السماوي لا يريد أن يتَّخذ أيٌّ من أولاده الطريق الخطأ وهكذا ينتهي به الأمر مُمسَك في براثن الآلام. لن يتعثَّر أبداً أولئك الذين يتجاوبون مع ما تريهم كلمة الله، باعتبار أنَّ الإعلانات الإلهيَّة ستمنعنا من الاستسلام لعروض العدوِّ.

 

ثمة أمر موكَّد، "لن يفقد شعب الله النور". عندما يصغي المؤمنون لما يتمُّ وعظه أو لما هو مكتوبٌ في الكتاب المقدَّس سيقومون باتِّخاذ الاتجاه الصحيح آخذين بعين الاعتبار أنَّ كلمة الله هي الحقُّ. فنحن لن نخدم الشيطان طالما وضعنا هذا الأمر في نصب أعيننا. هذا وإنَّ إلهنا يفرح عندما نتمِّم وصاياه. فالكتاب المقدَّس يحتوي على كلِّ ما نحتاجه للسير بأمانٍ في شتى مجالات الحياة.

 

ثمّة سبب مقنع حول سيرنا في النور؛ لأنَّه يمنعنا من التعثُّر. قال الربُّ يسوع إنَّ الذين يمشون في النهار لا يعثرون لأنَّهم ينظرون نور هذا العالم (يوحنا 9:11)، لكنَّ الذين لا يبالون بتحذيرات الله، في جميع الوسائل، يتعثَّرون دائماً خلال مسيرهم. والذين يتمِّمون الوصايا المُعلنَة لهم من خلال الكلام الإلهيِّ لن يبتعدوا مطلقاً عن "الطريق المبارك" المرسوم من قبل أبينا نفسه.

 

وأيضاً لن يملك العذر في "اليوم العظيم" أولئك الذين اعتادوا على التعثُّر، بالنظر إلى أنَّ الله أمينٌ في منح شعبه الاستنارة التي يحتاجون كيلا يسلكوا بلا هدف. في كلِّ مرة تصغي لما يظهره لك الربُّ يعني أنَّ اليد القديرة ستقودك. وعندما يحصل ذلك، لن تفكِّر مرَّتين لكنَّك ستفعل ما أخبرك به الله. يعطي الفشل في إتمام الأهداف الإلهيَّة مكاناً للشرير لإبعادك عن "الطريق الصحيح".

 

من المستحسن للناس الانتباه لئلا يضع إبليس الشرَّ في قلوبهم، فالقرارات تُصنَع في القلب. ومن واجب الجميع الانتباه في عدم إعطاء العدوَّ مكاناً. فإنَّ الذين يأخذون تلك الحيطة لن يخزوا الربَّ بالمواقف المدانة من قبله. في الحقيقة إنَّهم لن يُعتبَروا متمرِّدين أو فجاراً بل أمناء وأبراراً.

 

يعطينا أبونا السماوي النور لنمجدِّه في أعمالنا الصالحة. أولئك الذين يرفضون العرض الإلهيِّ للخروج من الشر في الواقع يأخذون المواقف وفقاً لرغباتهم الذاتيَّة، ولن يملكوا أيَّ أعذار للتخلُّص من الدينونة الموضوعة عليهم في "يوم الدينونة" لأنَّه سيكون عديم الرحمة. سينال الفجَّار عذابهم النجس في ذاك اليوم. لذلك، انتبه لنفسك وانظر إلى ما كنت تفعله، عندئذٍ، إذا وجدت أنَّك لم تسر وفقاً لذلك عليك أن تطلب الغفران وأن تغيِّر سلوكك.

 

لن يتوقَّف الشيطان عن تجربتك، فكلُّ ما ينويه هو مضايقتك كي تصبح حياتك غلطةً كبيرة وكابوساً. لكن عندما تحصل على امتيازاتك في المسيح ستتحوَّل إلى شخص يُرضي قلب العليِّ. في خزائن الله غنى كثير للذين يرضونه، لأنَّنا نصبح هكذا عندما نتمِّم وصاياه.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز