رسالة اليوم

19/06/2019 - جهدٌ ضروريٌّ

-

-

 

"لاَ تَتْعَبْ لِكَيْ تَصِيرَ غَنِيًّا. كُفَّ عَنْ فِطْنَتِكَ. هَلْ تُطَيِّرُ عَيْنَيْكَ نَحْوَهُ وَلَيْسَ هُوَ؟ لأَنَّهُ إِنَّمَا يَصْنَعُ لِنَفْسِهِ أَجْنِحَةً. كَالنَّسْرِ يَطِيرُ نَحْوَ السَّمَاءِ." (الأمثال 4:23-5)

 

 

إنَّ كلمة الله مليئة بالتحذيرات ضدَّ الجهود التي يبذلها الأشخاص كي يصبحوا أغنياء. يُعدُّ الثراء الهدف الرئيسيِّ بالنسبة للكثيرين، لكن على خدَّام الله ألا يعتبروه من أولوياتهم. إنَّ خدمة الربِّ هي ما يهمُّ حقاً، فإذا كان الله ينوي منحنا الثراء سيفعل ذلك بالتأكيد. لقد علَّمنا يسوع أن نطلب أولاً ملكوت الله وبرَّه وهذه كلها ستُزاد لنا (متى 23:6).

 

بناءً على ما يقوله العليُّ، لا يجوز أن نتعب كي نصير ميسوري الأحوال وأغنياءً. في الحقيقة، إذا بذل أولاد الله كامل طاقاتهم في عمله مثل أولئك الذين يفعلون هذا في سبيل الغنى الذي عادةً ما يكون بجمع الأشياء عديمة القيمة، سيتمُّ نقل رسالة الخلاص إلى العالم أجمع، وهكذا سيخلص الملايين عند حدوث ذلك. إنَّ الكرازة بالإنجيل هو ما يهمُّ حقاً.

 

إنَّنا موهوبون بالمهارات الفكريَّة لصنع حفنة من الإنجازات اللازمة، وعندما تطبَّق هذه المهارات كما يجب بإمكانها أن تجعل حياتنا أفضل. أحد الأمثلة على تلك الحقيقة سيكون بالضبط الشفاء من بعض الأمراض التي أصابت الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم. إذا صلّيت إلى الربِّ وطلبت منه أن يرشدك إلى كيفيَّة استخدام الحكمة المعطاة لك، بكل تأكيد سيستجيب لك. ستُصبح بركة حقيقية لكلِّ جيلنا إذا كنت تفعل المشيئة الإلهيَّة.

 

ينظر العليُّ إلى الغنى المادي على أنَّه رماد ليس إلا. ما المنفعة من تضحياتك الكبيرة في سبيل تحقيق شيء عديم الاستحقاق روحياً؟ أولئك الذين يتلقُّون الحبَّ من أحبائهم يدركون أهميته جيداً. يعلم تماماً الذين يسلكون في خطى يسوع؛ الذي جال في كلِّ مكان يصنع خيراً كم ستكون مجازاتهم. إذاً، لا ينفع قضاء الفرد كامل حياته باذلاً كامل قواه الذهنيَّة والبدنيَّة، وعند نهاية اليوم يحصل على ما هو نكرة بالنسبة لله.

 

كم من أناس استنتجوا أنَّ القدير محقٌّ تماماً؟ فقد بذلوا جهداً كبيراً كي يصيروا أغنياء، وعملوا بالحقيقة أكثر جداً مما يجب، وهكذا انتهى بهم الأمر عبيداً للمال، وحالما اُتيحت لهم الفرصة بالتمتُّع في ثمار إنجازاتهم تعرضوا بشكل مفاجئ لسكتة دماغية أو حادث معيَّن أو أيِّ مأساة أخرى.

 

إن لم يكن الثراء بحسب ترتيب الله لحياتك لن يأتي ببركة الربِّ لك، لذلك عليك ألا ترغبه وألا تسعى وراءه – تقول كلمة الله إنَّه سيصنع لنفسه أجنحة كالنسر فيطير نحو السماء. سيجازينا الله لا محالة.

 

إنَّ الأعمال الصّالحة التي للمؤمن هي غناه الحقيقيِّ، والأفضل من ذلك إتمام المشيئة الإلهيَّة. يجب القيام بالكثير من الأمور في المكان الذي وضعك الآب فيه من أجل ملكوت السماوات، وهكذا ستشعر بنوع من الإنجاز عند فعلك القليل. يحبُّ الله الجميع، لكن إن لم تهيِّئ محبته لك الثراء عليَّ القول إنَّك يجب ألا تسعى جاهداً لتحصيله، فهذا لن يكون لصالحك.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز