رسالة اليوم

16/06/2019 - عسرةٌ على الأغنياء

-

-

 

"فَقَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَعْسُرُ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ!" (متى 23:19)

 

 

لقد وعظ الربُّ يسوع ببعض الرسائل لجميع الناس، لكن كانت الرسائل الأخرى لتلاميذه على وجه التحديد. لم يقصد معلِّمنا إخفاء بعض الحقائق، لكن لن يفهم الكثيرون جميعها فهماً كاملاً، فقد أعلنها فقط للذين هم له. بدايةً، يحتاج الجميع معرفة خطاياهم الحاليَّة المعروفة لدى جميع الناس الذين يعتبرون أنَّ خطيَّة آدم هي التي أسقطتنا كلنا من يدي الله المباركتَين وقادتنا نحو الموت.

 

في الحقيقة، لا تُخفى رسالةٌ من الربِّ. من واجبنا أن نكرز بالإنجيل للجميع، كائن من كانوا، حتى لأولئك الذين يعيشون حياة مريحة والأغنياء، وبالرَّغم من اعتبار أنَّهم أفضل من كثيرين؛ يجب أن يعرفوا أنهم بحاجةٍ ليسوع أيضاً. يمنعهم هذا العمى الروحيِّ من الاهتمام بكلمة الربِّ. حسناً، لن يحصلوا على الخلاص ما لم يتوبوا. ما من أمر أشدُّ حزناً من رؤية الناس يتَّكلون على غرور الغنى (تيموثاوس الأولى 17:6)، وكون يسوع رب ملكوت السماوات، علِم تماماً ما نحتاج كي نصل إلى هذا الملكوت. أجاب ابن الله بهذا الرَّد عند رؤيته الشاب الغنيِّ الذي، بعدما أحبه معلِّمنا، ذهب حزيناً بسبب المهمة التي كان عتيداً أن يأخذها.

 

في الحقيقة إنَّ الذين يتَّكلون على أموالهم لن يقدروا أن يثقوا بالله. فإنَّ إيمانهم ضعيف وخاطئ، ولهذا السبب لن يدخلوا إلى السعادة الأبديَّة. لقد وجَّه يسوع ذاك الشاب الذي كان ينتظر وسط الزحام إلى معرفة ما عليه فعله كي يرث الحياة الأبديَّة. أراه الربُّ أنَّ الخطوة الأولى كانت في حفظ الوصايا. حينئذٍ، أجاب إنَّه قد حفظ كلَّ ما أشار الربُّ إليه، وبعدها سأل ما كان يعوزه أيضاً. وهكذا، أجابه معلِّمنا أن يبيع جميع أملاكه ويعطي الفقراء، الأمر الذي صدم الشاب كثيراً. اقرأ (مرقس 22:10).

 

بإمكان الغنى منعك من الدخول إلى ملكوت الله إذا جعلته من أولوياتك، وأيضاً، استبدال الفقر بالثراء بإمكانه منعك من دخول ملكوت الله في حال جعلته هدفاً رئيسيّاً. لكن، لا يملك بعض الناس الممتلكات الماديَّة؛ وبعدئذٍ، عندما يحصلون عليه يصبحون عبيداً له. يجب أن يسعى أولئك الذين يريدون حقاً دخول السماء، ليس فقط في حفظ الوصايا، بل أيضاً من أجل التصرُّف بما يتوافق معها وحسب إرشادها.

 

نسمع الآن عن أناس ناجحين في الأشغال والعلوم والرياضة؛ وحتى في الإيمان، وقد شهدنا آخرين كثيرين بسبب تلك التقارير المنتشرة عن المجتمعات المزدهرة والأثرياء، والمؤمنين أولاً، ينتهي بهم الأمر في عدم تسخير أفضل ما عندهم للاستمرار في طاعة الخطَّة الإلهيَّة. ما يهمُّ الآن حقاً، أنَّ الذين فقدوا الإعلانات الإلهيَّة قد انغمسوا في ترف المعيشة وسعوا لموارد ماليَّة أكبر، ومنزل أحلامهم الرائع؛ وسيارة من طراز جديد، وهكذا.

 

من الأفضل أن تحذر من عدم السماح للأشواك أن تخنق إيمانك. لقد مضى الشاب حزيناً على الرَّغم من سماعه لقول يسوع أن يبيع كلَّ ما يملك ويعطي الفقراء ويتبعه، فيكون بإمكانه كنز كنوز في السماء بدلاً من ذلك. إنَّ عقولنا البشريَّة محدودة للغاية لإدراك ما قد تسبِّبه تلك الكنوز الثمينة، لكن هناك أمر واحد مؤكَّد، "لقد حوَّلته بالحقيقة إلى أكثر من شاب غنيٍّ".

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز