رسالة اليوم

14/06/2019 - ما الذي ينقصك؟

-

-

 

"لَبِسْتُ الْبِرَّ فَكَسَانِي. كَجُبَّةٍ وَعَمَامَةٍ كَانَ عَدْلِي." (أيوب 14:29)

 

 

أخذ أيوب بعض الوقت للبحث عن سبب حصول إبليس على إذنِ مهاجمته. في بادئ الأمر، لم يعرف خادم الربِّ هذا سبب حدوث أمر مماثل في حياته. حتى أنَّه ظنَّ كان سوء الحظ من نتاج العمل الإلهيِّ. فقط أولئك الذين يقتربون إلى الربِّ بإمكانهم فهم أسباب حدوث مثل تلك الأمور معهم. لكن بدون نور العليِّ، لن نستطيع رؤية ما يكمن وراء كلِّ الأمور وأسباب حدوثها.

 

فقط مثل أيِّ شخص آخر، حاول أيوب التبرير لنفسه. وعلى ما يبدو، لم يكن هناك تفسير لما أصابه. بإمكان هذا أن يُطبَّق على حياتنا أيضاً، لكن إذا سألنا الله عن الأمر بالتأكيد سيُجيبنا. فقط في يوم الدينونة ستَّتضح لنا بعض الأمور. لكن، بالحقيقة لا تأتي لعنة بدون سبب. وبالنسبة لأيوب، شكَّ بإمكانية قدرة الله على حمايته، ولهذا تحديداً حصل الشيطان على الإذن.

 

فعل أيوب ما كان صحيحاً: كسى نفسه بالبرِّ. إذا فعلت كذلك لكنَّك استسلمت لأيِّ تجربة – حتى وإن كانت مجرَّد خوف بسيط من أن تُهاجَم يوماً ما، سيجد بكلِّ تأكيد سهم العدوِّ باباً مفتوحاً. انظر؛ بغضِّ النظر عن السبب، إذا كانت هناك أي أفكار نجسة في ذهنك أو أنَّك سمحت لأيِّ شهوة رديئة أن تعطيك متعة ما! لأنَّ ذلك سيمنح للعدوِّ مكاناً للتسلُّل إلى حياتك.

 

لقد صرَّح خادم الربِّ هذا أنَّ البرَّ كان يكسوه. أولئك الذين يرتدون البرَّ الإلهيِّ سيكونون محميين دائماً. لكنَّني أقصد قول أنَّك إن راعيت أيِّ إثم في قلبك، حتى ولو كان الخوف من حدوث شرٍّ لك، ستفتح الطريق أمام الشيطان للدخول. والطريقة الوحيدة أمامك للحماية، هي أن تتمسَّك بكلِّ ما تقوله كلمة الله.

 

ليس علينا فعل أكثر مَّما تمَّ إعلانه من قبل الربِّ لنا. أن تكون متعصباً وأن تفعل أموراً كي يعترف بك الناس لن يجيدك نفعاً، ولن يحفظك من هجمات الشيطان. وإن كان عدلك مثل جبَّة وعمامة، ستُحفَظ من التعثُّر إذا احترمت كلَّ ما يُعلَن لك.

 

سمح أيوب للخوف بالتسلُّل إلى قلبه، وبسبب ذلك، انتهى به الأمر في المعاناة. ما نوع المشاعر التي تراعيها في قلبك؟ انتبه! قد يدخل الشيطان إذا كان الباب مفتوحاً. لا نعلم كم كانت مدَّة خوف أيوب؛ ربَّما منذ بداية نجاحه، ومن يعلم، ربَّما كان هذا سبب رجوعه إلى الله. من الجيد ألا تتهاون بالشهوات. في حال تعرُّضك للتجربة من قبل شيء ترفضه كلمة الله، تخلَّص منه في الحال!

 

وانظر إذا كان الشيطان قد وجد مكاناً للدخول إلى حياتك، لكن لا تعتبر نفسك شخصاً ضعيفاً تحدث له الأمور السيئة. تكلَّم إلى الربِّ بصلاة الآن، واعترف بإثمك وارفض كلَّ ما يأتي من الجحيم. بإمكانك أن تثق أنَّك إذا قاومت إبليس ومغرياته، سيهرب منك بكلِّ تأكيد (يعقوب 7:4). إنَّ هذا ما تؤكِّده كلمة الربِّ لأولاده. والآن، تمسَّك بهذا الوعد، وانظر إذا كان هذا ما ينقصك!

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز