رسالة اليوم

13/06/2019 - اُهرب من الكذب

-

-

 

"إِنْ قُلْتَ: «هُوَذَا لَمْ نَعْرِفْ هذَا»، أَفَلاَ يَفْهَمُ وَازِنُ الْقُلُوبِ؟ وَحَافِظُ نَفْسِكَ أَلاَ يَعْلَمُ؟ فَيَرُدُّ عَلَى الإِنْسَانِ مِثْلَ عَمَلِهِ." (الأمثال 12:24)

 

 

لم يجدِ قول الأكاذيب نفعاً، على الرَّغم من أنَّه واحد من أكثر الفخاخ التي يستعملها الشيطان لكي يوقع بأولاد الله. فهذا هو سبب كذب الكثير من الناس، وبناءً على ذلك، يُمسَكون ببراثن العدوِّ ويصبحون عنيفين وحزانى ويقعون في المتاعب. عندما يصبح قول الأكاذيب عادة بالنسبة إليهم، يبدؤون بحصد كلِّ أنواع الحوادث المؤسفة، لأنَّهم عندما يستسلمون للشهوات يبدأ الشرير بالسيطرة على حياتهم.

 

بإمكان الشيطان المحاولة في قيادتك إلى قول الأكاذيب أو إلى أيِّ أفعال شنيعة أخرى، لكنَّه خيارك، إمَّا أن تصغي إليه أو لا. لا يمكنه إجبار أحد على أن يخطئ، فقد تمَّ منح حريَّة الإرادة لجميعنا. تضع أمامنا الآية المذكورة أعلاه شرطاً، "إن قلتَ". لذلك، إذا جُرِّبت لتتفوَّه بالأكاذيب ولم تفعل، لن يقدر الشيطان أن يوقع بك. لكن، عندما يستسلم الناس للتجربة، يصبحون عبيداً للذي قادهم نحو الإثم (بطرس الثانية 19:2).

 

عندما تكذب أو ترتكب أيِّ خطيَّة كانت، تصبح نجساً روحيَّاً بالكامل. وبالنتيجة، حتَّى وإن صلّيت أو تكرَّست للخدمة أو صلَّى أحد الخدَّام من أجلك، لن تحدث المعجزات. لكن يوجد منفذ واحد؛ وهو الرجوع إلى الله والاعتراف بآثامك، وإن تضرَّر أحد بسبب خطيَّتك، عليك الذهاب إلى ذاك الشخص وأن تصطلح معه أو معها.

 

بالإضافة لذلك، عندما يمنحك الله الفهم، فتحاول بدورك تبرير خطاياك من خلال قولك أنَّها لم تكن متعمَّدة، تقوم بذلك بارتكاب إثم آخر، بطريقة أو بأخرى. يساعد الربُّ جميع الذين يطلبون معونته، ويجعل لهم مع التجربة المنفذ. في اللحظة التي تطلب فيها المعونة من العلاء، أنت تحبط إبليس من خلال إظهار أنَّك تعرف كيفيَّة المقاومة. من جهة أخرى، من المحتمل أن يحصل لك شيء أسوأ إذا خضعت للشرير. وبالتأكيد، لا يجدي نفعاً قول الأكاذيب. لذلك، اطلب الغفران من الربِّ قبل أن تذرف دموعاً مريرة.

 

إنَّ داخلنا مكشوف وعريان في كلِّ حين أمام أعين الربِّ؛ في الحقيقة، كلُّ شيء واضح قدَّامه. يعرف الله أيضاً تلك الخطيَّة المستترة في قلبك. إذاً، من الجيد الاعتراف بأعمالك الأثيمة واتِّخاذ القرار في عدم ارتكابك الآثام ثانيةً.

 

لن يغلق الله عينيه عن أيِّ شيء، وبإمكانه بالتأكيد رؤية كلَّ ما يحدث في العالم – إن كان صالحاً أو شريراً. وعلاوة على ذلك، إنَّه يهتم بك كي يرى كيف تتصرَّف إزاء مواجهة هجومات الشرير. لذلك، عندما تأتي التجارب على حياتك، سيريك الربُّ المنفذ. سيكون عليك فقط الإصغاء لصوت أبيك، وهكذا لن تسقط في أكاذيب العدوِّ.

 

سيجازي الربُّ الجميع حسب أعمالهم (رؤيا يوحنا 12:22). وبالتالي، سيُكافَأ بشكلٍ هائلٍ أولئك الذين يفعلون حسناً، بينما سيختبر العذاب الأبدي أولئك الذين يفعلون الشر. لذلك، عليك أن تقرِّر ماذا ستفعل مع عروض الشيطان. إنَّ التظاهر بأنَّك لا تعرف ما سيأتي من العدوِّ لن يبرِّر ذنبك؛ على العكس، سيضيف خطية أخرى: إلا وهي الكذب.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز