رسالة اليوم

12/06/2019 - اِحترس من الأشرار

-

-

 

"فَأَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ قَدْ سَبَقْتُمْ فَعَرَفْتُمُ، احْتَرِسُوا مِنْ أَنْ تَنْقَادُوا بِضَلاَلِ الأَرْدِيَاءِ، فَتَسْقُطُوا مِنْ ثَبَاتِكُمْ." (بطرس الثانية 17:3)

 

 

يُرينا هذا المقطع الكتابيّ تحذير خالقنا لنا من الأخطار التي ستأتي خلال مسيرتنا الإيمانيَّة – فهي حالات خطرة للغاية التي من المحتمل أن تخدع المُختارين أيضاً. من أجل ذلك، علينا أن نبقى صاحين. إنَّ ما أعدَّه الجحيم ليلقيه على البشر سيكون عظيماً جداً، لهذا يحذِّرنا الربُّ في الكثير من المقاطع الكتابيَّة حول الظروف التي سنواجهها في المستقبل القريب. إنَّ العديد من الأشياء التي تُعتبر مخزيَّة اليوم لن يتمَّ التسامح معها فقط في الأزمنة القادمة؛ لكن سيتمُّ اعتبارها طبيعيَّة تماماً.

 

لقد أخبرنا الربُّ يسوع أنَّه لابدَّ أن تأتي العثرات، وأخبرنا أيضاً عمَّا سيحدث لمن تأتي بواسطته: وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: لاَ يُمْكِنُ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِلَّذِي تَأْتِي بِوَاسِطَتِهِ! خَيْرٌ لَهُ لَوْ طُوِّقَ عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحىً وَطُرِحَ فِي الْبَحْرِ، مِنْ أَنْ يُعْثِرَ أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ. (لوقا 1:17-2). وبالتَّالي، سيُعاقَب بشدةٍ أولئك الذين يجتازون القوانين التي تسمح بالتَّجسس والتي بإمكانها أن تسبِّب غضباً عظيماً بسبب حرصهم على أن يتمَّ انتخابهم، فإنَّهم يتغاضون عن الضرر الذي قد يلحق بالضعفاء، وينتهي بهم المطاف بالموافقة على مثل هذه القوانين غير الواعيَّة.

 

لقد حذَّرتنا، نحن المؤمنون، الكلمة الأبديَّة أنَّ مثل هذه الأحوال سوف تصيب الجنس البشري، لذلك، يجب اتِّخاذ الاحتياطات اللازمة وعدم نسيان أنَّه لا يوجد حلٌّ لهذا العالم الشرير إلا في المسيح. ستُصبح هذه الحياة الأرضيَّة أكثر صرامة بالنسبة لرجال الله، ولهذا سأل الربُّ في (لوقا 8:18) إذا كان سيجد الإيمان على الأرض عندما يعود.

 

حتى أنَّ خدام الله الذين كانوا أمناء معه في السابق، يبيعون أنفسهم للعدوِّ اليوم. والآن، إذا لم نصحُ، لن نلتمس الأعذار في اليوم العظيم، لأنَّه قد تمَّ إعطاؤنا التحذيرات. لذلك، بغضِّ النظر عما يقوله الناس أو إذا استسلم البعض من القادة المؤمنين للحداثة، فلن يُرحَم أولئك الذين يسعون للمرابح، إن كانت ماديَّة أو غيرها، متهاونين بالقوانين الصحيحة. يجب أن نصحو كيلا ندع عروض الشيطان تبعدنا عن مكانتنا كمدافعين عن البرِّ الإلهي.

 

يناشدنا الرسول بطرس أن نبقى بعيداً عن الأشخاص الذين يخدمون مملكة الظلمة حتَّى وإن أظهروا أنفسهم كخدَّام لله؛ ربَّما يكونون من خدَّام الماضي، لكنَّه لم يعد مهماً فيما بعد، لأنَّهم إن سقطوا؛ هذا يعني لم يعودوا يخدمون العليَّ فيما بعد. ووفقاً للغة الكتابيَّة، فإنَّهم يصفون بالرجال والنساء الأشرار الذين يتفوَّقون في الخداع، وبمكرٍ شيطانيٍّ، يخرجون بأشياء جديدة تؤدِّي بالكثير من الناس إلى الابتعاد عن الحقِّ واحتضان الأكاذيب والآثام.

 

وتحديداً لهذا السبب، ابتعد الكثيرون وعاشوا كما لو كانوا الله، وأنَّ يوم الدينونة ليس بحقيقيٍّ. كلُّ ما يهمُّهم هو راحتهم المعيشيَّة، وإشباع رغباتهم الجسديَّة، لكنَّ العذاب الأبدي محتم لهم. لذلك، انتبه لئلا تنخدع معهم. عندما يقول بطرس "لا تنقادوا"، يعني بذلك "فقدان الشخص لمسيره" بواسطة المكر، الأمر الذي يحصل مع الذين يحيدون عن الطرق الإلهيَّة.

 

وبالنتيجة، لم يعد الكثيرون ثابتون في الإيمان. ولم يعودوا يصلُّون كما في الماضي، وأيضاً لم يعودوا يؤمنون في الكلمة، وعند مهاجمتهم من قبل قوى الشيطان لن يتمكَّنوا من مقاومتها، لأنَّهم سقطوا من الدعم الإلهي الذي كان لهم من الربِّ. يريد الله الثبات لجميع الذين يؤمنون به. لذلك، لا تدع إثم الأشرار يفسدك. احفظ ما تعلَّمته من الكتاب المقدَّس، ولا تدع أيَّ "حداثة" تقودك إلى الضَّلال لأنَّها دمرَّت حياة الكثيرين.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز