رسالة اليوم

11/06/2019 - امتيازات أن تكون صدِّيقاً

-

-

 

"لأَنَّهُ لاَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الدَّهْرِ. الصِّدِّيقُ يَكُونُ لِذِكْرٍ أَبَدِيٍّ." (مزمور 6:112)

 

 

يتبرَّر النَّاس منذ لحظة قبولهم يسوع كربٍّ ومخلِّص، مَّما يعني أنَّه تمَّ تبريرهم من كلِّ ذنب واتهام سبق ووضع عليهم. فعندما تغفر خطاياهم سيصبح "سِجلَّهم" نظيفاً كما لو لم يخطئوا من قبل. يصبح الإنسان باراً عندما يتمِّم وصايا الربِّ، وهكذا يصبحون ورثة ووارثات للبركات والوعود الموجودة في الكتاب المقدَّس.

 

لن يتلذَّذ أولئك الذين لا يخضعون لكلمة الله بمتعة أن يدعوا أبراراً. إنَّ عدم طاعة العلي تمنع الناس من نوال الوعود الإلهيَّة، وتحديداً لهذا السبب لن يقدروا أن يحصلوا على كلِّ امتيازاتهم التي في المسيح. علاوة على ذلك، سيسبِّب لهم عدم برِّهم ضرراً كبيراً لأنَّهم لن يكونوا محميِّين من قبل القوَّة الإلهيَّة. وعندما يحتاجون إلى المعونة السماويَّة لن يُستجاب لهم، حتى وإن صلوا كثيراً.

 

يُظهِر الذين لا يصغون إلى قول الربِّ، على أقلِّ تقدير، أنَّهم لم يفهموا تماماً أنَّ خدمة المسيح تعني تسليم النفس بالكامل لكلمة الله. لقد علَّمنا يسوع أنَّه علينا العيش بـ "كُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ." (متى 4:4). وبعدئذٍ، أولئك الذين يعيشون بواسطة الكلمة الإلهيَّة يتقوّون، ونتيجة لهذا، سينالوا استجابة صلواتهم. أمَّا الذين يحتقرون صوت أبينا سيُحرَمون من المساعدة السماويَّة.

 

لقد تعرَّض الجميع للتجارب. فقد تأتي على هيئة مرض أو بسبب الاستمرار في فعل الخطيَّة. يسقط غير الأبرار في الخطية بكلِّ الوسائل. قد يتخلَّى أولئك الذين ينتمون إلى الله عن قداستهم، لكن عندما يكونون على وشك ارتكاب إثم ما، يشعر قلبهم بلمسة الروح القدس، وعندئذٍ يفرُّون هاربين من الخطيَّة.

 

لن يتزعزع الأبرار مطلقاً بسبب طاعتهم للربِّ. لكن إذا فشلوا في إتمام الوصايا، سيتعرضون لسهام الشرّير الملتهبة. إلى جانب البركات الوفيرة التي ستنهال على حياة الذين يصغون إلى العلي، سيكون هناك مكافآت أيضاً في الأبديَّة من أجل الذين قرَّروا فعل مشيئة أبينا السماوي. ولأنَّ الله أمين لن يخلُف بوعوده.

 

هناك حقيقة أخرى مهمَّة للغاية، سيُذكَر الصدِّيقون إلى الأبد، ومَّما لا شكَّ فيه أنَّ هذا يرجع لحقيقة أنَّهم أكملوا الآيات والمعجزات والعجائب التي صنعها الرسل في سفر الأعمال. سيُذكَر إلى الأبد العمل الذي يوكِّلك الله لفعله. أمَّا بالنسبة لغير الأبرار فلن يختبروا محبَّة أبينا – حتى أثناء وجودهم على الأرض، ولا يهمَّ مدى كدِّهم وتعبهم. ما لم تصغِ إلى كلمة الله لن يمدَّ لك العليُّ يد العون.

 

اسعَ كي تكون صدِّيقاً للربِّ! فإنَّك ستحصل فقط على مزايا هذا الموقف! لا ينسى إلهنا الذين يفعلون الصلاح، على الرَّغم من عدم أهميته بالنسبة للناس. لذلك، ضع كلَّ طاقاتك ودوافع قلبك في خدمة الأعمال التي يضعها الله أمامك، وبالطريقة التي يريدها الربُّ.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز