رسالة اليوم

10/06/2019 - لا تدع عظامك تبلى

-

-

 

"لَمَّا سَكَتُّ بَلِيَتْ عِظَامِي مِنْ زَفِيرِي الْيَوْمَ كُلَّهُ، لأَنَّ يَدَكَ ثَقُلَتْ عَلَيَّ نَهَارًا وَلَيْلاً. تَحَوَّلَتْ رُطُوبَتِي إِلَى يُبُوسَةِ الْقَيْظِ. أَعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيَّتِي وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي. قُلْتُ: «أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِذَنْبِي» وَأَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي." (مزمور 3:32-5)

 

 

استخدم الله داود ليعلِّمنا دروساً قيِّمة. كان أحدها عمَّا جرى له بسبب عدم اعترافه بخطيَّته. لابدَّ أن تأتي الشهوات؛ لكن يجب ألا نخضع لها، وهكذا لن نرتكب أيّ خطيَّة. يناضل روح الله معنا، وهكذا لن نسقط في التجربة، لكن حينما نستسلم لها، لن يكون أمامنا خيار سوى التَّوبة، والاعتراف بخطايانا، والتعويض عمَّا فعلناه إن لزم الأمر.

 

عندما لم يعترف داود بخطاياه رأى أنَّ عظامه تبلى. لا يهمُّ كم عمرك، فإذا كنت خادماً لله، لا تراعِ أيَّ خطيَّة في قلبك، فيبقى كلٌّ من مظهرك وحالتك العقلية وسلوكك يافعين. أنت تسبِّب لروحك البلاء عندما تصرُّ على الخطيَّة. وسوف تئنُّ روحك يوميَّاً لأنَّها ترفض فكرة الذهاب نحو الموت الأبدي.

 

لقد تأوَّه داود لأنَّ يد الربِّ كانت ثقيلة عليه. يفعل الربُّ اليوم كذلك مع الذين يخطئون، تحديداً بسبب حبِّه لهم ولأنَّه يعلم أنَّهم إن لم يتخلَّصوا من خطاياهم لن ينجوا من الدينونة المحتمة. سيختبر أولئك الذين لا يتصالحون مع أبينا معاناة كبيرة في حياتهم: من ناحيةٍ أنَّهم يريدون الذهاب إلى السماء، ومن ناحية أخرى، يجعلهم الغرور والخزي يسترون خطاياهم.

 

علم داود أن مزاجه تغيَّر أيضاً. وبعدما أخطأ، شبَّه ذاك الملك نفسه بأرض في جفاف الصيف: يابسة وجافة، وبلا ماء. عندما يحدث ذلك، يفقد الأفراد فرح العيش، فيصبحون يائسين ومتعجرفين وغرباء، ويقوم الناس بتجنُّبهم. لقد وضع علينا الخالق تلك العلامات كيلا نخبِّئ أيَّ خطيَّة، بل نعترف بها لنتخلَّص منها.

 

لقد فعل داود الصَّواب عند اعترافه بضعفه: اعترف بخطيَّته ولم يستر ذنبه. فقد اعترف بخطأه ولم يكذب بقوله إنَّ ما فعله لم يكن عن قصد أو أنَّه لم يخطِّط له. أخبر الملك الربَّ أنَّ إثمه كان متعمِّداً وشريراً فقط مثل أيِّ شخص يرغب بالتصرُّف بتهاون. كن صادقاً دائماً ولا تلقِ لوم خطاياك على الآخرين. إذا كنت تتوق للتَّطهير، افتح قلبك واعترف بكلِّ خطاياك.

 

قال داود لنفسه إنَّه سيعترف لله، لذلك هو الوقت الأنسب لتكون بشركة مع الربِّ ولفتح فمك والاعتراف. الآن هو الوقت الأفضل بالنسبة لك لفتح قلبك والاعتراف بخطيَّتك له. أثناء قراءتك لهذه الرسالة، يتكلَّم روح الله مباشرة إلى قلبك. سيغفر خطاياك إذا كنت صادقاً معه. ومن المحتمل أن تذهب إلى الناس الذين أخطأت إليهم وتتصالح معهم. لقد جعل العليُّ بذاته أن يدرك داود خطيَّته، وحالما اعترف غفر الربُّ خطايا ذاك الملك. كن عادلاً مع الربِّ وسيكون هو أيضاً عادلاً معك (يوحنا الأولى 9:1)

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز