رسالة اليوم

08/06/2019 - كان يوسُف رجلاً ناجحاً

-

-

"وَأَمَّا يُوسُفُ فَأُنْزِلَ إِلَى مِصْرَ، وَاشْتَرَاهُ فُوطِيفَارُ خَصِيُّ فِرْعَوْنَ رَئِيسُ الشُّرَطِ، رَجُلٌ مِصْرِيٌّ، مِنْ يَدِ الإِسْمَاعِيلِيِّينَ الَّذِينَ أَنْزَلُوهُ إِلَى هُنَاكَ. وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلاً نَاجِحًا، وَكَانَ فِي بَيْتِ سَيِّدِهِ الْمِصْرِيِّ. وَرَأَى سَيِّدُهُ أَنَّ الرَّبَّ مَعَهُ، وَأَنَّ كُلَّ مَا يَصْنَعُ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ بِيَدِهِ. فَوَجَدَ يُوسُفُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ، وَخَدَمَهُ، فَوَكَّلَهُ عَلَى بَيْتِهِ وَدَفَعَ إِلَى يَدِهِ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ." (تكوين 1:39-4)

 

 

إنَّ قصة يوسف محزنة ومفرحة في نفس الوقت. أمَّا محزنة فلأنَّه عانى، ومفرحة فبسبب ما فعله الله في حياته. لقد باعه إخوته للإسماعيليِّين الذين بدورهم باعوه كعبدٍ لرئيس شرط فرعون في مصر؛ الأمَّة التي تمثِّل الخطية في الكتاب المقدَّس. يشير كلُّ شيء إلى أنَّ حياة يوسف كانت مروعة جداً، لكن لأنَّه خاف الربَّ لم يدع نفسه تنساق وراء السلبيَّة، ولهذا لم يُهزَم أبداً.

 

عزم يوسف في قلبه، عندما بِيع لفوطيفار، رئيس الشرط، ألا يخضع للخطيَّة. فقد كان ثابتاً ولم يدع لنفسه أن تُجرَّ وراء الإثم أو أيِّ أكاذيب للعدوِّ. هذا هو المبدأ الذي يجب علينا اتِّباعه لنكون مباركين ومنتصرين.

 

يكمن سرُّ خادم الله هذا في وجود الربِّ معه. من خلال وجود هذه الحقيقة في الكتاب المقدَّس، يعلِّمنا العليُّ ماذا نفعل فنكون قادرين على التمتُّع بالشركة معه أيضاً. لا يتخلَّى أبينا عن أولئك الذين يضعون ثقتهم بالكلمة الإلهيَّة. وبسبب وجود الربِّ معك، لن تبعدك أيُّ محنة عن محضر القدير. أولئك الذين ينتمون للربِّ ينجحون دائماً حتى عند اجتيازهم الأزمات. فبالرغم من أسره، أثبت يوسف كونه رجلاً حقيقياً لله.

 

يا لها من عبرة لجميع الذين يخدمون العليِّ! على الرغم من بيعه كعبدٍ، أصبح يوسف رجلاً ناجحاً. يريد الربُّ الإله لنا هذا. في الحقيقة، ليس هناك أي أهمية لمكان عملك أو منزلك أو لون بشرتك، بل سُكنى روح الله في قلبك هو ما يهمُّ حقاً. لذلك، مهما كنت، سيكون هناك الروح الإلهيِّ لمباركتك. فستكون في كلِّ حين أعظم من منتصر مع وجود يد أبيك على حياتك.

 

لم يغادر يوسف بيت الربِّ. إذاً، لست بحاجة للذهاب في رحلة كي تصير منتصراً. إذا قادك الله إلى مكانٍ معيَّن، يجب أن تذهب إلى هناك، لكن إن لم يأتِ الأمر منه لا تغادر مكانك. لقد رأى فوطيفار أنَّه بالحقيقة كان العليُّ مع يوسف؛ وهكذا، على الضالِّين رؤية الشيء ذاته. سيسبِّب نجاحنا للعديد من الناس إدراك وجود الربِّ معنا.

 

كان نجاح يوسف لافتاً للنظر حتى رأى فوطيفار أنَّ القدير كان معه. لأنَّ المتجدِّدين رسالة المسيح الحيَّة، من المتوقَع منهم إتمام جميع التعاليم الكتابيَّة، وبالتالي، يكون الربُّ معهم. سيتعجَّب العالم إذا ما حصل ذلك، لأنَّ نجاحنا سيكون ظاهراً ورائعاً في أعينهم. كلُّه يعتمد على كلِّ فرد منَّا.

 

من منَّا لا يكون سعيداً بموظفه الذي يجعل كلَّ شيء مزدهراً حال لمسه؟ مَّما لا شك فيه أنَّ عروض العمل ومقترحات الشراكة وفرص المحاضرات ستكون وفيرة. لكن إذا لم يحدث ذلك، تصبح الحياة صعبة بالنسبة لنا. وجد يوسف نعمة في عيني فوطيفار وتمَّ تعيينه للعديد من المهام، مما جعلته ضحيَّة للتحرُّش. وعلى الرغم من هذا، استمر يوسف في خدمة الربِّ بقداسةٍ. وكانت نتيجة إخلاصه أنَّه أصبح المشرف على بيت سيده. والآن، ماذا سيقول الناس عنك؟

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز