رسالة اليوم

07/06/2019 - ليس جيداً ما أنت صانعٌ

-

-

"فَقَالَ حَمُو مُوسَى لَهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا الأَمْرُ الَّذِي أَنْتَ صَانِعٌ." (خروج 17:18)

 

 

لماذا لم يخبر الربُّ موسى أن يفعل كما نصحه يثرون، بما أنَّ الله كان يقوده في كلِّ شيء؟ بإمكاني التأكيد لك أنَّ الله بالحقيقة قد فعل، لكن يصعب علينا في كلِّ حين فهم ما يقوله بالكامل. ونتيجة لذلك، ينتهي بنا الأمر بالسعي الكثير وتحقيق القليل. يجب أن نصغي إلى نصائح الآخرين لأنَّنا بهذا سننجح.

 

لا تلُمْ العليَّ على أخطائك والعمل الغير ضروريِّ. عندما تفهم ما يمنحه إياه الله في الخطوة القادمة، يجب أن تقبله بسهولة وأن تلتزم بصرامة في توجيهات الكتاب المقدَّس. تمَّت مساعدة موسى بشكلٍ عظيم من قبل إلهنا، لكن بسبب عدم كماله ضيَّع الكثير من البركات في نواحٍ عديدة في حياته. ومع ذلك، بأيِّ حال، لا أنوي التقليل من شأن خادم الله العظيم هذا.

 

من الصواب أن نضع أنفسنا لسماع ما يقوله الآخرين، الذي يكون في أحيان كثيرة رسالة رائعة من السماء. لكن، إذا كانت الرسالة التي يريدون إيصالها لك ليس لها أساس كتابيّ، فعليك رفضها. إنَّ الربَّ كامل في قيادة أبنائه، لذلك لسنا بحاجة لكلِّ شيء لا يأتي منه. أولئك الذين يتلقُّون المشورة السماوية ويقومون بممارستها، لا يحققون فقط النجاح بل أيضاً يسرُّون الخالق.

 

بلا أدنى شكٍّ، لابدَّ أنَّنا نقوم بالكثير من الأنشطة الغير ضروريَّة والتي تستهلك الوقت والطاقة والقدرة، الأمر الذي يمكن استخدامها في ملكوت الله. لذا من المستحسن أن تمتحن كيفيَّة استخدامك لوقتك وتستغل مواردك، واثقاً أنَّك تفعل كلَّ شيء تحت قيادة الآب. إنَّ الحياة قصيرة جداً على الأرض، لذلك من الأفضل ألا نفوِّت الفرص المقدَّمة لنا.

 

لا قيمة للأمور التي تحدث بشكلٍ مبالغ، فنحن علينا فقط أن نقوم بما تعيَّن وفقاً لإرشاد العليِّ. تسلب منَّا الأنشطة الإضافية الوقت والطاقة لقضاء وقت الفراغ وعمل أمورٍ لطيفة أخرى. الحكيم القلب يسرُّ الربَّ ولهذا يستحق مكافأته. فالقيام أكثر مَّما طلِب منَّا لن ينهي العمل الإلهيِّ. إذاً، كلُّ ما علينا فعله هو إتمام مهمَّتنا بالأدوات الممنوحة لنا.

 

من المحتمل جداً الإيمان بأنَّ نصيحة يثرون لموسى كانت من الله. لكنَّه تكبَّر فتجاهل حماه، لقد عمل لحد الإرهاق، وربَّما لم يكن ليحقِّق مهمته بطريقة مرضيَّة ومثمرة. لذلك، انتبه تماماً لكلِّ ما يُقال لك، وإن شعرت أنَّه آت من الربِّ حقاً، فعليك أن تؤمن وتتصرَّف، وبعدها ستكون قوَّة عملك شديدة – فإنَّ الربَّ يتكلَّم بشكلٍ مباشر وغير مباشر لأولاده.

 

بالإضافة لذلك، إنَّ تعلُّم مضاعفة عملك هو شيء قيِّم للغاية – هذا ما عمله الأشخاص الذين خدموا الربَّ في الماضي من خلال إنشاء مدارس من الخدام ومضاعفة المهمَّة التي تعيَّنت لهم. لقد فعل ربُّنا يسوع الشيء نفسه: درَّب تلاميذه وأرسلهم إلى الأماكن التي كان ينوي زيارتها لاحقاً. لذلك، تمثَّل بمعلمنا وتمِّم المهمة المعيَّنة لك منه.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز