رسالة اليوم

01/06/2019 - مَن مِثلُ إلهنا؟

-

-

"مَنْ مِثْلُكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ؟ مَنْ مِثْلُكَ مُعْتَزًّا فِي الْقَدَاسَةِ، مَخُوفًا بِالتَّسَابِيحِ، صَانِعًا عَجَائِبَ؟" (خروج 11:15)

 

 

ما من كلمات قادرة على وصف إلهنا؛ لأنَّه كاملٌ، ومهما كتبنا عنه يجب أن يُكتب بطريقة رفيعة. إنَّ المدعوِّين آلهة، الذين هم من مخيِّلة الإنسان، لا يمكن مُقارنتهم بالربِّ. فمهما حقَّق البعض منهم، يعود السبب إلى العمل الشيطاني وراء العبادات المقدَّمة لهؤلاء الآلهة الروحيِّين.

 

إنَّ إلهنا في الحقيقة هو الله، الذي خلق كلَّ الأشياء من العدم وهو يحفظها بكلمة قدرته. لا يصعب على القدير أمرٌ، وهو يحترم وعوده. ينفِّذ العليُّ ما تنطقه شفتاه، فلم ولن تسقط كلمته.

 

ينبغي أن يعتزَّ أبينا بالقداسة. لن تمنح القوَّة البشرية الناس القدرة على التخلُّص من الشهوات والعيش في القداسة. لقد علَّمنا ربُّنا يسوع أنَّ القداسة تأتي من كلمة الله. وإذا لم يكن هذا العمل متمَّماً من قبل الله شخصياً، لن نقدر على تمجيده في القداسة. يجب على أولاد الله طلب تلك النعمة منه، وحينها سيقدرون على منحه التسبيح الحقيقي.

 

قال المسيح إنَّه لا يقبل شهادة من إنسان (يوحنا 34:5). إذا كنت تحاول تقديس نفسك من خلال مزاياك الخاصة، فلن تقدر على تحقيقها. في الحقيقة، فقط عندما يستمر العمل من خلال روح الله يستطيع ذاك الشخص تحقيق النجاة الكاملة والكلّية. هذه هي القداسة التي يعتزُّ الله بها. والخبر السار أنَّنا جميعاً نملك الحقَّ في هذا العمل الإلهيِّ الذي يحرِّرنا من الخطية، لأنه الاستجابة لطلب يسوع.

 

الربُّ مخوف في التسابيح. نحتاج إلى صرف انتباهنا لحقيقة أنَّ الله عليه أن يقودنا حتى عندما يتعلَّق الأمر بتسبيحه. قال الملك داود إنَّ تسبيحه في الجماعة العظيمة. لن يختلف كلٌّ من تسبيحي وتسبيح أحد آخر عن تسبيح داود لله. لسنا قادرين من ذاتنا على إعطاء التسبيح الحقيقيّ لأبينا. فقط الربُّ يستطيع تأهيلنا لهذا المرحلة.

 

عندما تقدِّم التسابيح الحقيقيَّة للربِّ، يحضر بنفسه كإله مخوف في العمل – التسابيح التي يلهمنا لإعطائه إياها. ليس الأمر بجوع الله إلى التسابيح، لكنَّنا عندما نفعل ذلك، تحت إرشاده، نحقِّق قوة روحية كبيرة فنستطيع الوقوف بين الناس الذين هم أيضاً بحاجة لذلك.

 

مهما قرأت عن الربِّ في الكتاب المقدَّس سترى أنه دائماً يعمل العجائب، لأنَّ من طبيعته الوفاء بوعوده. لكن، إذا كنت شخصاً متديناً ومكرَّساً وملتزماً بتعاليم ديانتك، هذا لا يعني أنَّك ستكون قادراً على تحقيق العمل الإلهيِّ لصالحك، لأنَّه يرفض كلَّ ما يأتي من الإنسان، ولا يهمُّ مهما كانت نواياك نقيَّة.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز