رسالة اليوم

30/05/2019 - اعتراف خطير

-

-

"وَقَالَ لِيَهُوذَا: «لِنَبْنِ هذِهِ الْمُدُنَ وَنُحَوِّطْهَا بِأَسْوَارٍ وَأَبْرَاجٍ وَأَبْوَابٍ وَعَوَارِضَ مَا دَامَتِ الأَرْضُ أَمَامَنَا، لأَنَّنَا قَدْ طَلَبْنَا الرَّبَّ إِلهَنَا. طَلَبْنَاهُ فَأَرَاحَنَا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ». فَبَنَوْا وَنَجَحُوا." (أخبار الأيام الثاني 7:14)

 

 

هناك أمور في الحياة لا يجوز تجريبها، ولكنَّنا ندمنا عليها فيما بعد؛ أمور فعلناها في الماضي ولم نفكِّر إن كانت ستسبِّب لنا الكثير من المصائب، وبشكلٍ أساسيٍّ بمنع الله من العمل لأجلنا. إنَّ ما حدث مع الملك آسا يفسِّر لنا ما سنتعلَّمه في هذا الدرس. أتمنَّى أن يكون بمثابة تنبيه لجميع قرَّائي.

 

على الرَّغم من كونه خليفةً لأبيا - الحاكم الشرير لشعب الله – بدأ آسا، ابنه، بتولِّي الحكم بطريقة صحيحة، فبدأ في الحال عمل ما حسُن في عينيِّ الربِّ. ونتيجة لذلك، كانت يد الله على حياته وعلى جميع مملكته، مما جعلت ذاك الملك ناجحاً جداً. لكن بسبب عدم حذره انتهى به الأمر باتِّخاذ قرار ساذج: قام بدعوة الإسرائيليين وتوجيههم إلى الاستفادة من الازدهار الذي حقَّقوه في بناء الأسوار والأبراج لحمايتهم في الأزمنة الصعبة؛ التي بدت قريبة. حسناً، إنَّ العليَّ الذي قاد آسا نحو الانتصار، كان سيستمر بمساعدته – فقط كما يفعل لنا اليوم.

 

يجرِّبنا الشيطان بطرق كثيرة إلى أن نسقط فريسة في فخاخه. فهو يأتي إلينا كما لو كان صديقاً لنا، فيجعلنا نفعل ما لا ينبغي فعله. تبدأ المشكلة عندما نبدأ بالتصرُّف مثل أولئك الذين لا يعرفون كلمة الله، فننساق وراء أكاذيبه. بدلاً من القيام بذلك، نحتاج، كأولاد الله، أن نستعد لتجاهل أيِّ أمر لا يتوافق مع الكتاب المقدَّس. في الحقيقة، فقط كلمة الله يجب أن تقودنا. لكن، يقول الكثير من المؤمنين، بعيداً عن الكبرياء، أنَّهم يفعلون كلَّ ما يمليه عليهم قلبهم، لأنَّه لا يخفق أبداً. ومع ذلك، يصرِّح الإنجيل أنَّ قلب الإنسان شرير جداً (أرميا 9:17)، ولا تحتوي الكلمة على التناقضات.

 

كم خيانة زوجيَّة ارتُكِبت بسبب اعتقاد الأفراد المنساقين من قبل قلبهم أنَّ الشخص الآخر سيكون شريكاً أفضل لهم بدلاً من الذي تزوجوه! وفي جميع الاحتمالات، أصبح العديد من قرَّائي ضحايا لقلوبهم. لكن على الرَّغم من إدراكهم لحقيقة أنَّ هذا التصرُّف لا يرضي الربَّ، يستمر العديد منهم في الاستسلام للعروض الشيطانيَّة حينما يُجرَّبون من قبل الشيطان.

 

كانت مخافة الملك آسا للربِّ بركة بالنسبة لملكه، لكن حالما ابتدأ يخاف من أن يُهاجَم، أتى بفكرة بناء الحصون. قال ذاك الحاكم إنَّ ذاك العمل يجب أن يتمَّ طالما كانت الأرض أمامهم. لكن، استغل الشيطان زارح الكوشيِّ، الذي خرج فيما بعد ضدَّ ذاك الملك مع جيش مكوَّن من مليون جنديٍّ (أخبار الأيام الثاني 9:14-15).

 

كان يُمكن لليهودية أن تكون مزدهرة للغاية؛ وبعد ذلك، عيَّن الله الشخص المناسب لقيادة ذاك الشعب. لكن، فشل آسا في الانتباه إلى ناموس الربِّ، وبدأ بفعل ما قاله قلبه الضعيف والمخادع. لا تنافس ذاك الملك، ولا تفعل ما يطلبه كيانك. إنَّ الذي يسلك في طرق الربِّ لن يُدان أبداً. هناك حماية في الطرق الإلهيَّة، وأفضل ما في الأمر أنَّ الرجسين لا يسلكون في تلك الطرق.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز