رسالة اليوم

26/05/2019 - ما سمعتموه منذ البدء

-

-

"أَمَّا أَنْتُمْ فَمَا سَمِعْتُمُوهُ مِنَ الْبَدْءِ فَلْيَثْبُتْ إِذًا فِيكُمْ. إِنْ ثَبَتَ فِيكُمْ مَا سَمِعْتُمُوهُ مِنَ الْبَدْءِ، فَأَنْتُمْ أَيْضًا تَثْبُتُونَ فِي الابْنِ وَفِي الآبِ." (يوحنا الأولى 24:2)

 

 

لقد عمل الربُّ جاهداً لتكون قادراً على سماع كلمته، وعندما حدث ذلك، زرع البذرة الحقيقيَّة في داخلك. أنت الآن تنتمي له، ولا يستطيع أحد نزعك من يده. فأنت متصلٌ معه أبديَّاً، ولهذا لن يقدر الشرير فيما بعد أن يهلكك ولا أن يغلبك في أيِّ معركة. لذلك، لا يجوز أن تبتعد عن أبينا السّماويِّ، ولا أن تسمح لأيِّ شهوة أن تغلبك وتسيطر عليك بأيِّ وسيلة كانت.

 

لن ينزع العليُّ ما وضعه في قلبك. فتلك البذرة التي زُرِعت في حياتك تمَّ إعدادها من أجل خلاص نفسك، وفيها القوَّة اللازمة لجعلك ابناً لله، وأيضاً كي تحفظك. لذلك، تشدَّد! من واجبك عدم السماح لأيِّ شهوة بالقضاء عليك. إنَّ إلهنا الأمين، والأب لكلِّ خليقة، يملك هدفاً جميلاً ورائعاً ومفرحاً لك كي تستمتع في الحياة هنا على الأرض وأيضاً في الأبديَّة.

 

لا تكن جاهلاً! إنَّ احتقار الشخص الذي فتح عينيك سيسبِّب لك الضَّلال إلى الأبد. والكلمة التي غُرسَت في قلبك فعَّالة لحفظك؛ فهي تحتوي على كلِّ ما تحتاج لتجنُّب السقوط في أيدي الشرير الغادرة. لم ولن يصبح الشرير صديقاً لك، وبالتأكيد ستقضي اقتراحاته على حياتك. فلن يمدَّ لك يد العون، ولن يزوِّدك بالفرح الحقيقيِّ، وبالتَّالي، كلُّ ما يأتي منه هو خداع محض.

 

إنَّ البذرة التي نبتت عندما خلِقتَ، هي التي اخترقت البيضة من بين الملايين من الحيوانات المنويَّة. كان ذاك الجنين أنت، وجعلك الربُّ منتصراً. وبلا شكٍّ، هو الذي قادك، لأنَّه أرادك أن تأتي إلى هذا العالم. يمكننا قول ذلك أيضاً فيما يتعلَّق بالبذرة الإلهيَّة التي أُرسِلتْ إليك: لقد زرعت يدا الآب الكلمة الثمينة والمباركة فيك.

 

يعلن النصُّ الكتابيِّ السابق أنّه إن استمرت تلك الرسالة التي فتحت عينيك بالثبات في قلبك، ستثبت أنت أيضاً في الابن والآب. ويعود سبب ذلك إلى حقيقة أنَّ الكلمة التي توجَّهت نحوك مربوطة بالعليِّ، ومن خلالها، تصبح ملازماً له؛ ستكون بين يديِّ الله إلى الأبد. ولن يقدر أحد أن يفصلك عن محبته. وبالتَّالي، ستلازمان كلاكما الآخر، ولن تُهزما وتُدمَّرا إلى الأبد. فسيكون نصرتك ومجدك.

 

ومع ذلك، مع بعض أنواع الخداع، سيفعل العدوُّ كلَّ ما بوسعه ليضلّك. سيسعى لجعلك تسقط في الشهوة، وهكذا كي تضلَّ إلى الأبد. لكن اثبت، لأنَّ الربَّ الذي ابتدأ فيك عملاً صالحاً يكمِّل إلى يوم مجيء يسوع (فيلبي 6:1). وبعد ذلك، ستبقى إلى الأبد في السماوات مع المسيح، حيث لن يوجد هناك شياطين ولا شهوات ليسوقوك بعيداً عن المحضر المقدَّس.

 

لذلك، يجب أن تصبر أكثر قليلاً. وهكذا، بمجيء الربِّ يسوع، سينتهي كلُّ الشر وستكون مع الله إلى الأبد. إنَّ يسوع بنفسه يكتب لك، بشكلٍ رائع، تاريخاً جديداً ومباركاً.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز