رسالة اليوم

24/05/2019 - روحٌ ضعيفة

-

-

"آخِذِينَ أُجْرَةَ الإِثْمِ. الَّذِينَ يَحْسِبُونَ تَنَعُّمَ يَوْمٍ لَذَّةً. أَدْنَاسٌ وَعُيُوبٌ، يَتَنَعَّمُونَ فِي غُرُورِهِمْ صَانِعِينَ وَلاَئِمَ مَعَكُمْ." (بطرس الثانية 13:2)

 

 

في الآية المذكورة أعلاه، يتحدَّث الرسول بطرس عن الذين يصرُّون على العيش في الخطية. حسناً، في كلِّ الأجيال، لطالما استطاع الشيطان خداع الكثيرين من خلال حثَّهم على إغلاق قلبهم للحقِّ، وانغماسهم في الإثم. يواجه هؤلاء الناس الصعوبة في رؤية كم أنَّ الحياة قصيرة، وأيضاً يظنُّون أنَّ رحلتهم هنا ستكون طويلة جداً وعندما يموتون ستنتهي كلُّ متاعبهم. لكن، سرعان ما يصبحون فريسة للمفترس.

 

كونهم أناس قساة، لا يفكِّرون في طريقة عيشهم الدنيئة. فكلماتهم ليست سوى سم فيما يتعلَّق بأمور غير مألوفة لهم، وتحديداً لهذا السبب، سيهلكون، لأنَّ الله العادل والأمين سيوكِّد أنَّه لا مفرَّ من عقابهم الأبديِّ. وعلى الرغم من ذلك، يستمرون بالمضي سريعاً نحو الهاوية حيث سيتعذَّبون نهاراً وليلاً، وبسبب أسلوب حياتهم غير الأخلاقي والشرير، سيتمُّ استبعادهم، بكلِّ الطرق، عن السعادة الأبديَّة. فإنَّهم لا يعترفون بالحقائق الكتابيَّة.

 

يُظهر لنا المقطع المقدَّس أنَّ المعوجِّين سينالون، في يوم الدينونة الأخير، أجرة إثم أسلوب ممارسات حياتهم الشريرة الحاليَّة. وعلاوة على ذلك، لا يدركون أنَّ الناس يمتلكون فرصة عدم الاستمرار في العيش بالظلمة، لكن بدلاً من ذلك تحت نور الربِّ، الذي بدأ بالإشراق منذ موت وقيامة يسوع. لذلك، بغرورٍ، يهبون أنفسهم للشهوة بدلاً من حياة البرِّ والمحرَّرة من الخطية، وينغمسون وسط حيرتهم بأعمالهم الأثيمة بدلاً من التمتُّع بنعمة الله التي انسكبت علينا؛ أي أبناء الله الحقيقيون.

 

أولئك الذين، على نحوٍّ واسع أو لا، يقاومون خطة الله عن كونهم ولدوا من جديد، بكلِّ أسف، سيوجدون في حالة حرجة للغاية. فإنَّ عيونهم ممتلئة من الزنا، الخطية التي لا يقدرون منعها من اختراق أذهانهم. تخدع ممارساتهم غير الثابتين في الإيمان، وقلوبهم محفورة في ضغينة كما لو كانوا أبناء ملعونين. وهكذا، لا يكترثون بعيش حياتهم بطريقة خاطئة.

 

يمكن مقارنة هؤلاء الناس ببلعام، النبيِّ الذي باع نفسه، وبسبب رشوته، علَّم بنات موآب على إغراء بني إسرائيل. لكنَّه لم يفلُت من العقاب، ولا حتى أتباعه. سيحاسب الله جميع الذين ذهبوا خلف الشرير.

 

لا تنسَ أنَّ "طريق البرِّ" هو السر، وأيضاً المحاربة بالإيمان المسلَّم للقديسين. ومع ذلك، سيرى الذين يحبُّون نتائج الخطية أنَّها تحوَّلت إلى مغناطيس سيجذبهم أكثر إلى النار التي لا تُطفأ طوال الأبديَّة. إنَّ أفضل خيار يمكن أن تصل إليه هو أن تتصالح مع الله وأن تخضع لكلامه المقدَّس. والذين يفعلون ذلك، سيملكون مع المسيح إلى الأبد.

 

لذلك، عليك الهرب من أجرة الإثم. ولا تستسلم للغرور النجس، وتخلَّص من جميع الملذات القذرة والأوساخ والعيوب التي يمكن أن تعثر أرواح أولئك الذين يشتركون في الإثم. لا تنخدع بالكلام الملق؛ وبالتَّالي، لن تُدعى خاطئاً إلى الأبد.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز