رسالة اليوم

21/05/2019 - ما يجب فعله

-

-

"أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي افْرَحُوا فِي الرَّبِّ. كِتَابَةُ هذِهِ الأُمُورِ إِلَيْكُمْ لَيْسَتْ عَلَيَّ ثَقِيلَةً، وَأَمَّا لَكُمْ فَهِيَ مُؤَمِّنَةٌ." (فيلبي1:3)

 

 

من المحتمل جداً أن تكون قد أتممت عملك إلى التَّمام، ولكنَّك ما زلت لا تقدر أن تفرح في الربِّ لأنَّك تشعر أنَّ هناك ما يعوزك. أولئك الذين على شركة مع الله يتمتَّعون بالفرح الذي يفتقده الآخرون. وهذا ما يُظهِر الذين يدعون خدَّام العليِّ. في الحقل الروحيِّ، أولئك الذين يسلكون في طريق الحقِّ محصَّنين بالقدرة على الفرح في الربِّ.

 

إنَّ كلمة "إخوتي" التي استخدمها الرسول بولس تنطبق علينا أيضاً. فجميع المُرحَب بهم في عائلة الله بسبب قبولهم ليسوع المسيح كمخلِّص لهم يصبحون أعضاء في جسد المسيح، وهم بالحقيقة إخوة لبعضهم البعض. يوماً ما سنجتمع جميعنا مع أولئك الذين كانوا أحياء مرة لكنَّهم رقدوا في الماضي، وبعدها سنكون سوياً إلى الأبد مع مخلِّصنا المبارك والربِّ يسوع المسيح.

 

إذا كنَّا نؤمن أنَّنا مخلَّصون لكنَّنا لا نفرح في الربِّ، هذا يشير على وجود خطب ما. والمقصود بالفرح هو اختبار سعادة عظيمة. لاحظ إذا كنت تفرح حقاً في الربِّ، آخذاً في الاعتبار أنَّ هذا يدلُّ على الذين ينتمون إلى جسد المسيح. لم يدعُنا الآب لنكون أعضاء في الكنيسة فقط، بل لننمو إلى ذات المستوى الروحيِّ الذي حقَّقه جميع الذين ينتمون؛ أو الذين سبق وانتموا إلى عائلة الله.

 

أولئك الذين يستطيعون الابتهاج بالطريقة التي كان يقصدها بولس في أيامه سيكتشفون أنَّ يسوع زارهم حقاً؛ وبعد ذلك، يُظهر الربُّ نفسه للذين يحبونه. إنَّ هذا الفرح العظيم الذي يشير إليه الرسول ينتج عن زيارة المسيح لنا عندما نتمِّم وصاياه. فتمكِّننا تلك الزيارة من أن نكون كاملين في "الواحد" الذي أعطانا الحياة.

 

لم يمانع بولس من التكلُّم مراراً كثيرة عن إعلان أبينا. وكما الرسول، علينا أن نلحَّ على إخوتنا ليتَّخذوا هذا الموقف الروحيِّ الذي به سيفرحون في الربِّ بالتأكيد، وعندما يفعلون ذلك، سيتمكَّنون من التمتُّع ببركات الحياة الغنية التي وهبها الله لأولاده.

 

جرِّب أن تفرح في الربِّ! فبدونه لن يقدر قلبك أن يشعر بعمق محبة الله لك. فإن كنت تشعر أنَّ يسوع لا يحبك، فهذا بسبب عدم محبَّتك له أولاً! وفي هذه الحالة، إنَّ ما كنت تفعله في إيمانك هو غشٌّ محض. ومع ذلك، إذا انسكبت محبة الربِّ في قلبك، بإمكانك الوثوق بأنَّك فعَّال في يديِّ الآب المباركتَين.

 

لم يمانع بولس في كتابة تلك الرسالة السماويَّة مرة أخرى، بالنظر إلى أنَّه أرادنا أن نضمن أنَّنا حقاً أولاد الله. إنَّه لأمر شديد الأهمية فهو يؤكِّد انتماءنا إلى الذين سيعيشون مع الربِّ في السماء. على الذين لا يقدرون أن يفرحوا في العليِّ أن يصلُّوا ويطلبوا المشورة من فوق، لأنَّهم يفتقدون إلى ضمان خلاصهم، وكيلا ينساقوا وراء العبادات الباطلة.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز