رسالة اليوم

14/05/2019 - لا ترتكب خطأ المِصريين ذاته

-

-

"وَأَظْهَرْتَ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ عَلَى فَرْعَوْنَ وَعَلَى جَمِيعِ عَبِيدِهِ وَعَلَى كُلِّ شَعْبِ أَرْضِهِ، لأَنَّكَ عَلِمْتَ أَنَّهُمْ بَغَوْا عَلَيْهِمْ، وَعَمِلْتَ لِنَفْسِكَ اسْمًا كَهذَا الْيَوْمِ." (نحميا 10:9)

 

 

اتَّجه إسرائيل إلى مصر لكي تتمَّ مشيئة الله. وليحدث ذلك، رفع الربُّ يوسف، بن يعقوب، الذي تلقى في الأحلام التوجيه الإلهيِّ بما يخصُّ المستقبل. واليوم، يدرِّب الربُّ أولئك الذين سيخدمونه في الجيل القادم. فإنَّه يعلم ما على وشك الحدوث للجنس البشريِّ، وتحديداً لهذا السبب، كان يدعو الناس الذين سينالون مسحته، في الزمن الآتي، ليعملوا في اسمه.

 

في بيت فوطيفار، قائد حرس قصر فرعون، اثبت يوسف نفسه كابن لله. فابتعد عن الخطيئة وبروحٍ بارَّة ومستقيمة أصبح رئيس وزراء تلك الأمة. حتى عندما نصبت امرأة سيده كميناً له، اثبت يوسف أنَّ روحه لم تكن انتقامية، ولهذا عندما أصبح الرجل الأهم في مصر، بعد الملك، لم ينتقم منها. إنَّ النقمة للربِّ، ومع ارتفاع شأن خادم الله هذا، اتَّضح أنَّ الانتقام قد تمَّ تنفيذه بالفعل.

 

وبحسب التفسير الذي قدَّمه لحلم فرعون، تشير السبعة أبقار السمان إلى سبع سنين من الوفرة والسبعة أبقار الهزال إلى سبع سنين من الجوع، فاستطاع يوسف إنقاذ عائلته ومصر كلّها والعديد من الشعوب التي كانت تجوب أرض النيل بحثاً عن الطعام (تكوين 41-42). ومن وسط الأزمة اليوم أقامنا الله كيوسف، وفي الأزمات المستقبلية سيقيم آخرين أيضاً. إنَّ ما يهم حقاً هو خدمة الله بالطريقة التي خطَّطها.

 

وبعد مرور سنوات مات فرعون – الذي باركه الله من خلال حياة يوسف. وبعدها، لم يعترف الحكَّام الجدد بالخير الذي صنعه شعب الربِّ إلى كلِّ أولئك الذين ساعدوهم، فتصرَّفوا بفخرٍ؛ لذلك، ارتكبوا أكبر إثم في حياتهم. سيدفع ثمناً باهظاً أيضاً الذين يسلِّمون أنفسهم لمثل ذاك السلوك.

 

لقد أخزى الربُّ العديد من آلهة المصريِّين بإرساله الضربات العشر إلى تلك الأرض، وبذراع قويَّة، أطلق خاصَّته من العبودية. إلى جانب ذلك، صنع آيات وعجائب ومعجزات متعدِّدة في أرض حام (مزمور 27:105). لا يصنع الرب عجائب أكثر في وسطنا بسبب الافتقاد إلى الذين يخدمونه من كلِّ قلوبهم. الله صالح دائماً في عمله.

 

كان العقاب الذي عمله الله في مصر بسبب حقيقة أنَّ المصريين تكبَّروا على شعب الله. تمت كتابة تلك الكلمة ليرى جميع الأشخاص المتكبِّرين أنَّ القدير لن يبرِّئهم. فهو يكسر كلَّ الذين يرفعون أنفسهم، ويرفع كلَّ الذين يضعون نفوسهم (لوقا 11:14). في كلِّ شيء ولأجل كلِّ شيء كن دائماً خادماً للربِّ.

 

في جيلنا، نحن بحاجة لنكون عاملين لدى أبينا كي يتمَّ عمله. سيُعرَف الربُّ في كلِّ العالم من خلال ما سيفعله بك ومن خلالك. لا تفشل في إعطائه المجد الحقيقيّ، لا تسمح لقلبك أن يتكبَّر ولا تعتبر نفسك شخصاً مميزاً. سيستخدمك الله بالتناسب مع التزامك به. لا يجوز أن تسرق مجد العليِّ!

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز