رسالة اليوم

10/05/2019 - يُمكن للقصّة أن تأخذ منحى آخر

-

-

"وَلَمَّا جَاءَ رَحُبْعَامُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، جَمَعَ مِنْ بَيْتِ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ مِئَةً وَثَمَانِينَ أَلْفَ مُخْتَارٍ مُحَارِبٍ لِيُحَارِبَ إِسْرَائِيلَ، لِيَرُدَّ الْمُلْكَ إِلَى رَحُبْعَامَ. وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى شَمْعِيَا رَجُلِ اللهِ قَائِلاً:" (أخبار الأيام الثاني 1:11-2).

 

 

لقد أخطأ رحبعام، بن سليمان، في عدم تجهيز قلبه لخدمة الربِّ. ولن ينجح الذين يفعلون هذا – حتَّى لو كانوا أولاداً لأب عرف كيف يخدم الله بشكلٍ مناسب. تعود مأساة العديد من العائلات إلى سبب نسيانهم للإحسان الذي صنعه معهم يسوع، وعندما يحدث ذلك، سيفشلون في زرع "البذار الجيِّدة" في أعضاء عائلاتهم، ولهذا، مع مرور الوقت، سيغدر بهم العدوُّ بالطريقة التي لطالما تمنَّاها.

 

إذا كانت العائلة كلها مطيعة للآب، سيعطي الله جميع الأفراد الشعور اللازم لعمل كلِّ ما يرضيه. وبهذه الطريقة، لن يستطيع الشيطان إتمام خطِّته الشريرة ضدَّ حياتهم. على أولاد الله أن يكونوا أكثر تكريساً له، كي يكونوا قادرين على الاستمرار بالعمل الذي أكمله آباؤهم، أو أن يقوموا بعملهم الخاص، لكن، بدون المعونة الإلهيَّة لن ينجح أحد قط.

 

لقد أصغى ذاك الملك لرفقائه اليافعين عوضاً عن الاستماع لمشورة الشيوخ. وبسب ذلك، اندلع التمرد المزروع في قلب يربعام. في الحقيقة، يجب أن يؤخذ هذا بمثابة تحذير من الربِّ: فمهما كان مباركاً الإنسان المتجدِّد حديثاً، لا يملك هو/هي حتى الآن النضج الروحيِّ لتقديم المشورة المناسبة لأيِّ أحد؛ وبعد ذلك، فقط الذين يعيشون حياتهم في خطى العلي مؤهَّلين بالكامل لإعطاء الكلام المناسب عندما يتعلَّق الأمر باتِّخاذ القرار.

 

توجَّه رحبعام سريعاً نحو أورشليم من أجل إعداد هجوم مضادٍّ لإخماد الانتفاضة التي كانت تتشكَّل فعلياً في مملكته، لكن كان الأوان قد فات. يوماً ما، سيصرخ أولئك الذين لم يهيِّئوا قلوبهم إلى الربِّ ليخلِّصهم من غشِّ العدوِّ، لكن لن يتمَّ سماعهم. على الرَّغم من جمع الملك لآلاف المحاربين لمقاومة الكمين، إلا أنَّه قام بفعل شيء أكثر حماقة – لم يُصغِ لمشورة رجل الله، شمعيا.

 

إنَّ استنتاجات الناس ساذجة وضعيفة، ولهذا السبب هم غير مناسبين لمقاومة خطط إبليس. يحتاج الشخص الذي يريد أن يبقى بيته ثابتاً أن يفهم خطط الربِّ له. لن يستسلم إبليس في حرصه على إبادة حياة الناس من خلال قيادتهم إلى الخطية، وخسارتهم لخلاصهم في النهاية. يستطيع فقط الذين يهابون الله التخلُّص من الهجمات الشيطانيَّة.

 

إنَّ الخطط التي كشف العليُّ لك عنها هي الأفضل بالتأكيد. لذلك، ينبغي أن تتمِّم المشيئة الإلهيَّة، آخذاً بعين الاعتبار أنَّه عندما يحدث ذلك ستكون قادراً على النجاة من فخاخ إبليس. لا تنسَ أنَّه بالإضافة لحكمة الله ومحبَّته لك، فهو يخبرك بشكلٍ محدَّد بما يريده منك. أولئك الذين يحقِّقون الإرشاد الإلهيّ لن يقعوا في براثن المفترس ولن يُهزَموا أبداً.

 

لو قام رحبعام بتجهيز قلبه لخدمة الربِّ، لأخذت قصَّته منحى آخر.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز