رسالة اليوم

07/08/2016 - معيّنون سابقاً

-

-

الَّذِي فِيهِ أَيْضًا نِلْنَا نَصِيبًا، مُعَيَّنِينَ سَابِقًا حَسَبَ قَصْدِ الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ (أفسس 11:1).

ستندهش إذا درستَ صِفات الإنسان المسيحي حيث يتحدّث الكتاب المقدّس كثيراً عن أتباع الرّب يسوع، فمن إحدى صفاته أنّه معيّن (أي مختار). وهذه الكلمة لم تكن مفهومة جيّداً خلال تاريخ الكنيسة. إنّها تعني أنّنا مُختارون قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ .(أفسس 4:1) كمجموعة وليس كأفراد.

فسقوط آدم جعَل الإنسان يفقد الكثير من الإمتيازات، على سبيل المثال، زيارة الخالق له عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ،. لكن بمجيء الرّب يسوع أيضاً نال الإنسان بركات كثيرة، فقد صار وارثاً لله مع المسيح (رومية 17:8). بالإضافة إلى أنه جَعَلَنَا كُفَاةً لأَنْ نَكُونَ خُدَّامَ عَهْدٍ جَدِيدٍ. هذا يعني أنّنا مُلك خاص للرّب الإله.

كم هو مدهش أن نعلم أنّنا نمتلك روائع كثيرة في المسيح، فبركات الرّب لا تنتهي ولا تتوقف، تقول كلمة الرّب: مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ (1كورنثوس 9:2). ففي المسيح نحنُ الكلُّ في الكلِّ.

فمِن الضروري أنْ نعلم أننا معيّنون. فقد عرف الله بحكمته ما سيحدث، وعيّننا لنكون له. وهذا لا يعني أنّه اختار البعض ليتمّموا مشيئة العدوّ ثمّ يخلصوا. أو أنه عزل آخرين لينالوا الخلاص مهما كانت خطاياهم. الله لا يفعل هذا! وبمَا أنّ الله مَحبّة (1 يوحنا 8:4). فقد خلق خطّة الخلاص كالتالي: من يتمسّك بكلمته يخلُص، ويولَد من جديد وينال جميع البركات المذكورة في الإنجيل في هذه الحياة وفي الحياة الأبديّة.

فلَم تفسّر الكنيسة الأولى كلمة "معيّنين" بالشّكل الصّحيح. وقيل أنّ البعض خُلقوا ليكونوا أشراراً ويذهبوا إلى الجحيم. بينما آخرون سيفعلوا ما هو أسوأ من الضّالين لكن سينالوا نعمة الخلاص. لا أستطيع أن أتصوّر أنّ الإله القدّوس، والمُحب، صنَع الخليقة بهذه الطريقة. بل على العكس يقول الكتاب المقدّس: وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ (2 بطرس 9:3) . لذلك، إن صَدَقَتْ هذه النظرية، فهذا يعني أنّ بولسَ مُخطئٌ. فإن قام الرّب بالإختيار مسبقاً. فلماذا سيُعلن العكس في كلِمته؟

في المسيح نحنُ ورثة للآب، وكلّ ما لَنا فيه قد أُعطيَ بحسَب مشيئتِه.

محبّتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز